اعتقد جازما أن ما حصل فرصة ذهبية يجب استثمارها من اجل المراجعة الشاملة لوضعية اليسار بمختلف مكوناته بما هي اوضاع تشردم و نكوس و تردي شامل و فقدان للهوية الايديولوجية و طغيان للولاء و الاستخفاف بالاطر و الكفاءات و بالتغاضي عن الثقافة الديمقراطية كممارسة و تعبير عن الرأي و القبول بالاختلاف و تعايش التيارات الفكرية على اساسها. لا يمكن الرهان على شعار مغرب آخر ممكن دون أن تخرج القيادات اليسارية من جحورالجمود الفكري و من التعالي السياسي لتعلن بصوت صريح و صارخ فشل سياساتها الحزبية و الاعتراف الصريح و الضمني بكل الممارسات الحزبية التي قادت اليسار بمحتلف مكوناته الى هذا الانحدار السياسي بدل الاعتماد الصمت و التعبير عن الحزن. العقل الثوري وحده كفيل بخلق ديناميكية جديدة و زرع الأمل المتوازي مع ممارسة جديدة وفق تصورات جديدة منبتقة على مراحعة شاملة تجعل إمكانية إعادة بناء اليسار كحركة اجتماعية و بنظرية ثورية مستمدة من الواقع الجديد أمرا ممكنا.