الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: الإنتخابات و أخواتها

محمد عطيف: الإنتخابات و أخواتها

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية تكثر الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب المشاركة فيها لدرجة يصبح معها مجرد اتهام عضو مسؤول أو منتم لهذا الحزب أو ذاك جريمة يتداولها الناس في مجالسهم و يكتب عنها العديد ممن أصبح شغلهم الشاغل تصيد أخطاء الآخرين لعجزهم عن إنتاج أفكار تفيد الآخرين و تفيد المجتمع .
إننا جميعا نعرف القاعدة التي تقول بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، و هي قاعدة قانونية ، و لكنها قبل ذلك أخلاقية، تقتضي منا جميعا أن نترك المتهم، أيا كانت تهمته و أيا كان الحزب الذي ينتمي إليه ، أن نتركه يواجه القضاء و ينال العقاب الذي يستحق إذا كان مذنبا ، دون أن نشغل بالنا نحن بالموضوع لأنه موضوع يبعدنا عن الموضوع الأساسي الذي يجب أن يطرح اليوم في مجتمعنا و هو موضوع البرامج و الأفكار التي تطرحها الأحزاب المشاركة في الانتخابات، و موضوع محاسبة الأحزاب التي تشارك في الحكومة .
لذلك فإنني أتمنى ألا نعير كثير اهتمام للقضايا المرتبطة بالأشخاص، حتى إن كانوا مذنبين ، و أن نهتم أكثر بجوهر الموضوع ، و هو فضح و محاربة الفساد و المفسدين ، و دعم شرفاء وطننا الذين سيتقدمون إلى هذه الإنتخابات، و هم موجودون و سيحين الوقت المناسب للحديث عنهم و التعريف بهم .
بقي أن أشير في الأخير إلى أن الحملة التي يتعرض لها بعض الأشخاص المنتمين إلى عدة أحزاب ، و المتهمين بعدة تهم ، هي حملة تساهم أيضا في إشاعة العزوف و فقدان الثقة في العمل السياسي و في الإنتخابات، و هذا سيجعلنا ندور في نفس الحلقة المغلقة : نشكو من الفساد و المفسدين ، ندعو و نشجع على المقاطعة... المفسدون و المستفيدون يحثون أتباعهم على المشاركة و نؤدي جميعا الثمن .
لنخرج إذن من هذه الدائرة ، لنناقش جوهر الأشياء و لنساهم في توعية جماهير شعبنا بضرورة المشاركة في الإنتخابات و سد الطريق على كل المفسدين الذين يستعدون من الآن للعودة محملين على أكتاف جماهير شعبنا و بعض نخبه المقاطعة و الغائبة عن هذه المعركة المصيرية.