Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

لحسن العسبي يحكي في كتاب مسار المقاومة المغربية من خلال مسار حياة مولاي العربي الشابي الشتوكي

لحسن العسبي يحكي في كتاب مسار المقاومة المغربية من خلال مسار حياة مولاي العربي الشابي الشتوكي

نزل إلى الأكشاك، بتوزيع من شركة "سابريس"، منذ أسبوع، كتاب جديد للزميل الصحافي والأستاذ الباحث في تاريخ المقاومة المغربية، لحسن العسبي، الصادر ضمن منشورات مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، تحت عنوان: "مولاي العربي الشابي الشتوكي.. مسار حياة، مسار للمقاومة المغربية"، في 200 صفحة من القطع الكبير (60 درهما).

وهو كتاب/ بحث، في قصة حياة واحد من كبار رجالات المقاومة المغربية المنحدر من منطقة شتوكة آيت باها بضواحي مدينة أكادير، الذي كان رفيقا حميما ثقة للشهيد محمد الزرقطوني، ومن قيادة المقاومة المركزية بالدارالبيضاء، إلى جانب كل من الزرقطوني ومحمد منصور وسعيد بونعيلات ودا بلعيد وشنطر وعبد الله الصنهاجي وعبد العزيز الماسي. وأنه كان ممن شاركوا في تنفيذ العمليات الكبرى للمقاومة (عملية القطار السريع بين الدار البيضاء والجزائر/ عملية الكولي بوسطو ومركز البريد/ المحاولات الثلاث لتصفية بن عرفة).

لكن قصة حياة هذا الرجل، تعتبر في الواقع، عنوانا لمسار جيل مغربي ولد مباشرة سنة 1912، تاريخ بداية تنفيذ الحماية على المغرب. وكانت حياته مسارا لتحديات متراكبة منذ هاجر من قريته بمنطقة بيوكرى بسوس، مشيا على الأقدام وعمره 16 سنة فقط، إلى مراكش سنة 1929. ومنها سيهاجر صوب مكناس، ثم مناجم الفوسفاط بخريبكة، ثم إلى منطقة البليدة بالجزائر، ثم إلى مدينة سانتيتيان بفرنسا سنة 1937، قبل أن يقرر العودة رفقة زوجته الإسبانية وأبنائه إلى المغرب سنة 1951، للمشاركة في المقاومة ضد الاستعمار. ليعتقل سنة 1954، رفقة صديقه محمد منصور ويحكم عليه بالمؤبد (بعد تخفيف حكم الإعدام ضده بسبب إنقاذه سنة 1941 بفرنسا للجنرال سوفران من الغيستابو النازي الألماني، والذي كان واحدا من رفاق الجنرال دوغول).

الكتاب جدير بالقراءة، بفضل تقنية البناء المنهجي وتقنية الحكي المغرية التي انتهجها الكاتب في بناء قصة حياة مقاوم مغربي من طينة مولاي العربي الشابي الشتوكي، الذي نكتشف من خلاله قيما رفيعة في الوطنية والفداء وفي الوفاء، ميزت جيله كله.