الحسين الوردي وزير الصحة لم يكن واسع النظر في معركته ضد الطلبة المقيمين والداخليين، وهو يتخيل أنه سيركع الطلبة ويعيدهم بالأغلال إلى مدرجات كليات الطب في أمد قصير. لم يكن يتوقع أنهم يملكون كل هذه الطاقة من الصبر، ليتفاجأ بأن صبره هو الذي نفد. منذ فاتح أكتوبر الماضي والحراك الطلابي متواصل أمام تعنت الوزير الذي أجهض الطلبة الأطباء كل وصفاته لتمرير مشروع الخدمة الصحية الإجبارية.
الإضراب الذي يخوضه الطلبة الأطباء الداخليون والمقيمون دخل يومه الخمسين في أطول إضراب عن العمل في قطاع الصحة، وهو ما أوحى للجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بتقديم طلب إلى مسؤولي جائزة "غينيس" للأرقام القياسية بإدراج إضرابهم المفتوح في هذه الموسوعة.
خيال الطلبة الأطباء في إبداع أشكال نضالية لم يتوقف على هذا الحد، بل استمرت سياسة الضرب تحت الحزام ضد الحسين الوردي، حيث ابتدع طلبة المركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس أسلوبا جديدا للتعبير عن معاناتهم وتمرير رسالة إلى الرأي العام بارتداء ملابس برتقالية شبيهة بملابس معتقلي "غوانتنامو" وتقييد أياديهم بالأغلال.
بداية من بيع الكلينيكس وصولا إلى التشبه بمعتقلي غوانتانامو، يبعث الطلبة الأطباء رسائل قوية إلى وزير الصحة الحسين الوردي، مفادها أن الطلبة الأطباء والمقيمين لن يرفعوا المنديل الأبيض علامة على الاستسلام رغم الاقتطاعات المجحفة من أجورهم الزهيدة وسياسة التماطل التي تنهجها الوزارة الوصية تجاه المطالب المشروعة لأطباء الغد.
وفي هذا السياق، تعلن اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الاثنين 23 نونبر الجاري في الساعة العاشرة أمام وزارتي الصحة والفلاحة.
