ولو أن وقائع القتل والاعتداءات الإجرامية وجدت منذ بداية خلق البشرية، كما عبرت الكثير من صيغ تنفيذها، إلا أنها لم تعرف يوما الأسلوب الذي صار ينهج في العصر الحالي، خاصة عن طريق الجماعات المسلحة، والتي يدعي بعضها الجهاد في سبيل الله كحجة لتبرير ما تقترفه من فظائع. وفي هذا السياق يدرج العمل العدواني الذي تكبدته العاصمة الفرنسية ليلة يوم الجمعة الماضي، بل وما عرفته الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت اللبنانية أيضا، قبل يوم واحد من حدث باريس، تبناه تنظيم "داعش"، وأوقع من خلال تفجيرين انتحاريين 43 قتيل و239 مصابا. إذ فجر المعتديان نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة في منطقة برج البراجنة ذات الأغلبية الشيعية والتي تعد معقلاً لحزب الله.
وعلى هذا المنوال، حل الـ26 من شهر يونيو، ليشهد منتجع سياحي في سوسة على بعد مئة وأربعين كيلومتر جنوب العاصمة التونسية، مقتل 38 سائحا عندما فتح شخص النار من رشاش كالاشنيكوف عل السياح والتونسيين المتواجدين على شاطئ الفندق.
وعن طريق التخطيط ذاته، اهتز متحف باردو بتونس أيضا على أثر هجوم أسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 17 سائحا ومدني تونسي وأحد أفراد الشرطة التونسية، بالإضافة للمهاجمين، وذلك في يوم 18 مارس من هذه السنة. فيمت كان مستهل العام الجاري على موعد مع تعرض مكاتب صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية إلى هجوم إرهابي خلف هلاك 12 شخصا، منهم 4 من أشهر رسامي الكاريكاتير كما جرح 7 آخرون. وفي منتصف أبريل من 2013 عرفت مدينة بوسطن الأمريكية تفجير تفجيران قرب خط نهاية ماراثون بوسطن، أديا إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 183 آخرين من العدائين والمتفرجين والمارة.
وفي أبريل 2011 اهتزت مقهى أركانة بمراكش جراء اعتداء نتج عنه تصفية 17 من الضحايا موزعين بين مغاربة وأجانب. هذا بعد أن شهدت بريطانيا في يوليوز 2005 سلسلة عمليات انتحارية متزامنة حدثت في لندن مستهدفة المواطنين أثناء ساعة الذروة، خلفت مصرع 50 شخصا وإصابة ما يقرب من 700 آخرين.
وفي 11 مارس 2004، انفجرت 10 قنابل بمحطة قطارات "أتوشا رينفي" في العاصمة الإسبانية مدريد، قادت إلى مقتل 191 شخصا وجرح ما يزيد على 1750 آخرين.
وفي 16ماي 2003 صدمت ساكنة الدار البيضاء ومعها الشعب المغربي بعدة انفجارات انتحارية ذهب ضحيتها العشرات. وفي 11 من شتنبر 2001 عمد مختطفوا ثلاث طائرات إلى الاصطدام عمدا ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك الأمريكية ومقر وزارة الدفاع "البنتاغون"، الأمر الذي أدى إلى مقتل قرابة 3000 شخص إلى جانب عدد من المفقودين، فيما قدر عدد المصابين بالآلاف في عمليات تبناها تنظيم القاعدة.
