استنفرت حالات منعزلة لإصابات بعض من رؤوس البقر بإحدى الضيعات بسيدي العايدي نواحي سطات بأعراض "الحمى القلاعية"، مختلف السلطات المحلية والصحية والبيطرية التي عقدت اجتماعا طارئا، اتخذت إثره عدة تدابير وقائية، دامت إلى وقت متأخر من ليلة الأحد الماضي.
"أنفاس بريس" من أجل استطلاع الأمر اتصلت بالدكتور عبد الله أسوال، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية (لونصا) لجهة الدار البيضاء سطات، وأجرت معه الحوار التالي:
+ كيف تم اكتشاف الإصابات الأخيرة للحمى القلاعية بين قطيع الأبقار نواحي سطات؟
- في إطار المراقبة القريبة والمقربة التي وضعها المكتب الوطني للسلامة الصحية منذ ظهور المرض في الدول المجاورة سنة 2014 بكل من الجزائر وتونس وليبيا، حيث اتخذ المغرب الإجراءات الاحترازية، وخاصة مع الجزائر المجاورة لنا، وذلك ببرنامج تلقيح الأبقار، والذي تم سنتي 2014 و2015، وكذلك تشديد المراقبة، عن قرب، لقطعان البقر التي تقوم بها المصالح البيطرية العمومية وكذلك مع البياطرة الخواص المعتمدين والسلطات التي تقوم بإعلامنا كلما تبين لها حالات أو أعراض تستدعي التدخل، لأن الحمى القلاعية مرض جد معد، ويتنقل "الفيروس" المسبب له بسهولة وسرعة فائقتين، حتى عبر الهواء.
+ هل خطر انتقال العدوى خاص بالبقر فقط، أم يهدد حتى البشر؟
- لا.. أبدا، هو مرض خاص بالأبقار والغنم ولا ينتقل إلى الإنسان.
+ ما الذي قمتم به بعد ظهور حالات الإصابة بنواحي سطات؟
- ينبغي أن أشير أولا بأنه يوم الجمعة 6 نونبر الأخير، تم إخبارنا عن طريق بيطري معتمد يعمل في القطاع الخاص، والذي كان قد طلب منه صاحب ضيعة بمنطقة سيدي العايدي أن يقدم على عجل لفحص قطيعه بعد شكوك انتابته، وتبين للبيطري وجود أعراض الحمى القلاعية، وأخبر المصالح البيطرية العمومية بسطات التي انتقلت إلى عين المكان، وأخذت عينة.. وقمنا بدورنا بالإجراءات الأولية فيما يخص العينات التي أكد لنا مختبر التحليلات بأنها تخص فعلا أمراض الحمى القلاعية.. وكانت هذه هي المرحلة الأولى.. أما المرحلة الثانية فتتعلق بالإجراءات الضرورية الاحترازية من أجل احتواء المرض وتطويقه والعمل على عدم انتشاره.. وكان ذلك بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية لسطات.
+ كم هو عدد الأبقار المصابة بالمرض الخطير؟
- العدد هو 12 من الأبقار التي تم التخلص منها وإبادتها عبر ردمها في خندق تم حفره على عمق أكثر من مترين لهذه الغاية، ورشه بكميات مهمة من مادة "الجير".. وهو إجراء تقني قانوني يتخذه المغرب في مثل الحالات الوبائية كالحمى القلاعية من أجل الحد من انتشار الفيروس، تماما كغيره من الدول الأخرى كاسبانيا وفرنسا مثلا، ووفق ما ينص عليه القانون الدولي والمنظمات الدولية المختصة.. كما أنه من الإجراءات الاحترازية التي اتخذناها أيضا.. أشير بأنه مع مصلحة الهندسة (كاداستر) قمنا بتحديد محيط من مساحة 10كلم 2 للمنطقة التي تم فيها اكتشاف الإصابات بها، حيث وضع المحيط تحت المراقبة، ومنع فيه جمع الحليب وإغلاق المجازر وسوق الماشية الذي يتواجد بهذا المحيط.. كما ستستغرق مدة المراقبة، وكذلك التلقيح، فترة تصل إلى 30 يوم .
