قد يكون عاديا أن تلجأ جماعة قروية فقيرة في المغرب العميق إلى استعمال الخيم وتأثيثها بالكراسي البلاستيكية استعدادا لاستماع ومتابعة الخطاب الملكي من طرف السلطات المحلية و المنتخبين والمواطنين، لكنه من غير المستساغ أن يستغل مجلس مدينة مراكش " كولوار" و " مراح " البلدية كفضاء لتكديس المنتخبين ورجال السلطة ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي الهيئات المدنية على كراسي باردة لمدة ساعات في انتظار الخطاب التاريخي الذي كان يترقبه العالم لأهميته السياسية .
فعل مثل هذا يساءل صبيب ميزانية جهة مراكش أسفي التي تعد بالملايير وكذا مجلس المدينة السياحية اللذين لم يقدرا أهمية اللحظة المفصلية في قضية وحدتنا الترابية وتوفير شروط التلقي لخطاب له ما بعده.ألم يكن من الأليق بمؤسساتنا المنتخبة أن تستثمر قاعة البلدية أو الولاية أو قصر المؤتمرات أو قاعات الفنادق الفخمة واستغلالها في مناسبة خلدتها ملحمة ملك وشعب واستضافة المراكشيون في مقام يليق بالحدث ويليق بمشاركتهم في المسيرة الخضراء ؟؟
إن خطاب الملك من مدينة العيون قطع مع كل العقليات التي تتعاطى مع تاريخ وجغرافيا الوطن باستهتار وباستخفاف ونبه إلى مثل هذه السلوكات التي تستخف باللحظات التي تصنع فيها القرارات مع الشعب لأن المواطن المغربي هو محور التنمية وهو الذي بوأ رؤساء الجهات والمجالس الجماعية كراسي المسِؤولية ...رجاء لا تبخسوا ذكاء المغاربة ولا تهينوا كرامتهم !
