الأحد 22 سبتمبر 2024
مجتمع

"أمانديس" تحرث طنجة بجرار "البام" وعلى ضوء مصباح "البجيدي"

"أمانديس" تحرث طنجة بجرار "البام" وعلى ضوء مصباح "البجيدي"

دون منازع سيتصدر أحداث سنة 2015 حدث العصيان المدني بشمال المغرب بكل من مدينة البوغاز وجارتها الحمامة البيضاء يومي السبت والأحد 18 و19 أكتوبر من السنة الجارية. حدث أطره النداء الذي أطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي "طنجة تطفئ أنوارها"، وتفاعل معه أنصار حزب الفايسبوك وخلاياه ومجموعاته النشيطة. وقد تابعت "أنفاس بريس" الغضب الشعبي والجماهيري العارم الذي عبر عن حقوقه ومطالبه، وكشف بالملموس عن "السرقة الموصوفة" التي تتعرض لها عداداته الكهربائية والمائية (فواتير مجحفة) بترخيص من مؤسساتنا المنتخبة هناك.

"غير بيت أو كوزينة الضو والما غالي علينا"، شعار رددته المرأة والرجل والشاب والشابة والأطفال.. أسر بكاملها "قهرتها" شركة أمانديس وسرقة قوتهم اليومي وأصبح الشغل الشاغل لكل الشماليين هو التفكير في آخر الشهر، ليس من أجل استثمار الراتب في شؤون العائلة، ولكن من أجل  تسديد فاتورة "لالة أمانديس".

لقد أطفأ المقهورون مصابيحهم واستعانوا بالشموع احتجاجا على "أمانديس" ومن وضع في فمها ملاعق النهب والسلب لجيوب المواطنين. "ما بقاتش عندنا القدرة باش نواجهوا المعيشة ولينا مقابلين غير فاتورة الضو والما"، يقول أحد الفعاليات الذي تابع الغضب الشعبي أمام بناية إدارة "أمانديس". وأكدت أصوات أخرى لـ "أنفاس بريس" أن "أغلب المقاهي والمتاجر ومحلات أخرى استعانت بالشموع استجابة للنداء الذي اعتبره ذات المصادر نداء الحق النابع من بين ضلوع المحتجين وأكدته شعاراتهم "أمانديس تمشي بحالها.. طنجة ماشي ديالها" و"الشعب يريد إسقاط أمانديس".

واعتبرت مصادر شمالية، في سياق الحدث الذي سيميز بلا شك أحداث سنة 2015، أن المسئولية اليوم تقع على عاتق "حزبي المصباح والبام"، على اعتبار أنهما يمتلكان كل مفاتيح أقفال ملف أمانديس وباستطاعتهما فك الساكنة من أغلال الاستغلال وتحريرهم من الحيف والظلم الذي لحقهم حتى أضحت أمانديس "ضرة لكل زوجة ووارثة مع الورثة وتنفق عليها النفقة كل شهر"، حسب تعبير المصادر نفسها، التي أضافت أن جميع المنتخبين (البام والمصباح) مسؤولون اليوم بقوة القانون على إيجاد الحلول العملية والواقعية لرد الاعتبار لكل الساكنة التي عانت منذ سنوات من شطط "أمانديس" الذي يزكيه "تمياك" القائمين على تدبير الشأن الجهوي والإقليمي والمحلي بالشمال.. حجج هذا الطرح زكته شعارات الغاضبين من ظلام وعطش ضمائر السياسيين من خلال شعارات رددها كل المحتجون "اللهم هذا منكر... وابن كيران خصو يحضر" و" اسمع اسمع يا العمدة.. أمانديس هي العقدة" و"أجي تشوف يا بن كيران.. دخلتي علينا العديان".

إن صورة تلك المرأة العجوز وهي تلوح بفاتورة الظلم والقهرة نحو السماء، وصوت ذلك الرجل الممزوج بالبكاء وتغاريد حناجر الأطفال، وهدير احتجاجات الشباب ذكورا وإناثا، وشعارات الرحيل التي تجاوبت معها الأيادي الملوحة من نوافذ العمارات، كلها تصب في المطالبة بالحق في الحياة الذي اغتصبته "أمانديس" التي وجدت الحقل محروثا بجراراتهم لتستثمر محصولها وتجنيها على أضواء المصابيح ليل نهار.