كلما وقعت جريمة وارتبطت وقائعها باستهلاك الخمور، يطفو على سطح الأبحاث والتحقيقات (سؤال جواب) مصدر هذه الخمور ويتم تعليق "الحجام/ الكراب" على أنقاض صومعة المسجد المهدمة (طاحت الصمعة علقوا الحجام)، دون الرجوع لمهندسها وواضع أسسها ومشيدها والساهر على أمنها.

هذا ما وقع فعلا بين ليلة الأربعاء ويوم الخميس 14 و15 أكتوبر 2015، بعدما وقعت حادثة سير على الطريق الرابطة بين مدينتي الشماعية وأكادير، وتحديدا بمجال درك إيمنتانوت، حسب مصادر "أنفاس بريس" التي أكدت أن الحادثة خلفت قتيلا وثلاثة مصابين بكسور بليغة، وكلهم ينحدرون من مدينة اليوسفية.. وتمكنت عناصر الدرك الملكي من معرفة مصدر الخمور التي كانت سببا في الحادثة، حيث تم ربط الاتصال بنظرائهم بإقليم اليوسفية الذين قاموا بعملية مداهمة لنقطة التفتيش المعنية بترويج الكحول وتم حجز كميات هائلة من مختلف قنينات الخمور واعتقال صاحبها .

هذه الواقعة أعادت نقاش فتح ملف ترويج الخمور بدون رخصة بإقليم اليوسفية عبر العديد من الجماعات الترابية، والتي يقصدها زبناؤها خلال إغلاق المحلات التجارية المخصصة لبيع الخمور في مناسبات الأعياد الدينية التي يعرفها الخاص والعام.. "واش الدنيا مطلية بنقط بيع الخمور على عينك أبن عدي... وملي طيح البقرة يكثروا الجناوي"، يقول أحد المواطنين، مطالبا في الوقت نفسه بتنظيم هذه السوق الاقتصادية التي تضخ ميزانيات هائلة في صناديق الحكومة.. "علاش أسيدي ما يرخصوش لفتح محلات استهلاك الكحول وبيع الخمور، ويطبقوا القانون على الجميع... ويسدوا باب الترويج العشوائي"؟

حزب الشاربان ومناصروه والمتعاطفون معه بدورهم علقوا على الواقعة، وطالبوا بتنظيم مجال نشاطهم من خلال توحيد الأسعار ومراقبتها وتنظيم زمن البيع ومنح رخص للراغبين في دخول عالم اقتصاد الكحول (محلات جديدة، حانات.....) "سبليون اللي خدامين في اليوسفية لا يروقهم الولوج للحانة اليتيمة المتسخة.... ولا يجدون مقعدا لائقا بهم لتناول بيرة باردة بعد العودة من عملهم... ويحتاطون من اقتناء خمورهم من المحلات التجارية خوفا من سرقتهم لأنها تباع بأثمنة فاحشة".