الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

واابويا الوردي.. "سير جيب أباك" سبة في حق طلبة التعليم العالي

 
 
واابويا الوردي.. "سير جيب أباك" سبة في حق طلبة التعليم العالي

اعتبرت بعض مصادر "أنفاس بريس" أن خطوة وزارة الحسين الوردي، وزير الصحة، نحو طرق أبواب آباء وأولياء أمور طلبة كليات الطب، اعتبرتها خطوة غير مدروسة العواقب ولا تستند على منطق الحوار الصحيح والسليم، وأن إقحام عائلات وأسر طلبة الطب في ملف مصيري تذكرهم في أيام زمان لما كانت الإدارة التعليمية الصارمة تخاطب التلاميذ بجملة "سير جيب أباك" وما كانت تشكله من تهديد تربوي وإجراء تعاوني لوضع خطوات المتمدرس على سكة النجاح والمستقبل... بل إن "سير جيب أباك" كانت تعتبر في زمن التعليم الجيد تهمة حتى يثبت العكس .

من المؤكد أن عمداء ومديري المراكز الاستشفائية سيترأسون اجتماعات بالعديد من المدن (الدار البيضاء، مراكش، فاس، وجدة..) مع أولياء أمور الطلبة مساء اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر من السنة الجارية، فهل تعلم الجهة التي أفتت في هذه النازلة (الفتقية) أنها انتقصت من مكانة طلبة التعليم العالي بالمغرب وحقرتهم واعتبرتهم قاصرين ولا يعرفون مصلحتهم ولا يمكن لهم الخوض في أمور مستقبلهم المهني إلا بحضور الأب والأم والمتكفلين بطبيب (ة) المستقبل الذي يريد وزير الصحة تشتيتهم بالمناطق النائية دون الأخذ بوجهة نظرهم المرتبطة بالإدماج بعد قضاء سنتين من الخدمة الوطنية الصحية؟

"سير جيب أباك" لا يمكن اعتبارها، حسب مصادر "أنفاس بريس"، إلا محاولة لخلق مشاكل داخلية بين طلبة التعليم العالي وعائلاتهم التي قدمت الغالي والنفيس لترى فلذات أكبادها ترتدي تلك البذلة البيضاء وتقدم خدماتها النبيلة لعامة الناس وخاصتهم بالجبل والسفح والمدشر والقرية والمدينة، لأن اختيار مهنة التضحيات ليست بالشيء الهين، وتتطلب صبرا ونفسا طويلا (7 سنوات من التحصيل والدراسة والبحث ويريد الوزير أن يضيف لها سنتين دون جهد لتصبح 9 سنوات) .

فقرار مواصلة الإضراب لتحقيق بعض المكاسب المشروعة، حسب مصادرنا، هو قرار نابع من عمق العائلة المغربية التي تنتظر من يفك عنها ضيق ذات اليد.. عائلات تنتظر تخرج أبنائها للتكفل بصفوف المعطلين بالأسرة وتغطية نفقاتها الضرورية بعد أن ضاقت سبل العيش مع لكريديات والسلف التي صرفت في سبيل المنصب الذي يأتي أو لا يأتي .

في نفس السياق اعتبرت المصادر نفسها أن استثناء الصيادلة وأطباء الأسنان من قانون الخدمة الوطنية الصحية هو إجراء يروم من خلاله الوزير الوردي تنفيذ فكرة "فرق تسد" مؤكدين على أن هذه الفئات تعاني كذلك من عدة مشاكل، إن تم تعيينها لممارسة تخصصها الذي يتطلب تجهيزات باهظة الثمن والنموذج "طبيبة أسنان عينت بأحد المراكز الصحية منذ سنتين بجهة مراكش أسفي ولم تلتحق بعملها لأن المركز غير مجهز بوسائل عملها الطبي"، ناهيك عن انعدام الأدوية وقلتها في أحايين كثيرة والتي يمكن أن تشكل مصدر عمل الصيادلة "ما نوع العمل الذي سيقوم به صيدلي بمستوصف بئيس تنعدم فيه كل شروط الصحة (تجهيزات، أدوية...)، بل قد لا يجد السبيل للوصول إليه في غياب الطريق والسكن والماء وووو؟؟

إن حكمة "سير جيب أباك" التي تدخل في صميم العمل التشاركي التربوي والتعليمي أيام زمان قد تنقلب الغاية من فتواها إلى عكس ما تتوخى الجهات التي اعتمدتها، لأن الأسرة المغربية التي اختارت مهنة الطب والتعليم العالي لفلذات أكبادها لا تحتقر أبناءها الطلبة وتعتبرهم مسئولين عن قراراتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة، بخلاف وزارة الصحة وحكومة بنكيران التي عطلت بأساليبها وأغلقت بنهجها أبواب الحوار والتواصل الجدي .