الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش: المغاربة الذين رفضوا استقبال صهاينة ومتطرفين لا يمكن أن يرحبوا بالعريفي

 
 
الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش: المغاربة الذين رفضوا استقبال صهاينة ومتطرفين لا يمكن أن يرحبوا بالعريفي

عقدت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، اجتماعا مساء أول أمس السبت 10 أكتوبر 2015، تداولت خلاله مجموعة من المستجدات على المستوى الوطني، الإقليمي والدولي، والمرتبطة بمجال اهتمام واشتغال الجمعية التي تأسست في 9 يونيو 2003 بعد أحداث 16 ماي الإرهابية التي ضربت الدار البيضاء، والتي أخذت على عاتقها المساهمة في التأطير والتحسيس والتوعية بتعزيز قيم التعايش والسلام، ومواجهة كل أشكال الغلو والتعصب للرأي المؤدية إلى الإرهاب، وذلك بالاعتماد على مقاربات متعددة في مقدمتها المقاربة الفكرية.

وعبّرت السكرتارية الوطنية عن تنديدها بالدعوة التي وجهتها حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، التي تتغيا من خلالها استضافة محمد العريفي بالرباط، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي لترسّخ لمسار الحركة الذي يتميز بإصرار شديد، هو محطّ علامات استفهام عدّة، على تشجيع مبادرات زرع الكراهية، واحتضان مروجي الفتنة والقتل ونشر ثقافة سفك الدماء، وتشتيت وحدة الأسر، عبر زرع الشك في أوساطها، وشهونة العلاقات الأبوية مع فلذات الأكباد، وإسقاط الاستثناء على القاعدة.

وأكّدت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش أن استضافة العريفي هي بمثابة تحدّ لكل دعاة السلام، وتبنّ من الحركة لفكر دموي وإشادة منها به وتعميم لخطاباته، وهي الخطوة المخالفة لرؤية وقناعات المغاربة المتجسدة في إيمانهم بقيم التعايش والتدين المبني على الموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن، بعيدا عن كل أشكال التعصب والغلو، مشددة على أن المغاربة الذين يرفضون استقبال متطرفين صهاينة ملوثة أيديهم بدماء الأبرياء لا يمكنهم القبول بدخول شخص مثل العريفي، الذي يدعم الإرهاب، ويشيد بقتل الغير ويدعو له تنظيرا وبحمل السلاح والتشجيع على ذلك كخطوة للاقتداء.

ودعا الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش رئيس الحكومة إلى تحمّل مسؤوليته الكاملة في تبعات خطوة من هذا القبيل، مذكرا إياه بتصريحاته حول رفضه لكل أشكال العنف والتطرف، وهو ما لم يترجم لحدّ الساعة فعليا، سواء من خلال استضافة أنصاره للعريفي، أو عبر التغاضي عن خطابات التكفير التي يروجها من على المنابر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بعض من يعتبرون أنفسهم شيوخا ودعاة باسم الدين، داعيا إياه إلى استحضار تشديده في وقت سابق على أن "تديّن المغاربة هو مسألة شخصية تشرف عليها من الناحية السياسية وزارة الأوقاف، ويرجع القول الأخير فيها إلى جلالة الملك أمير المؤمنين".

وحذّر الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش من أجواء الكراهية التي طغت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وانتشار التعاليق الداعية للعنف، مؤكدا أنه تعامل مع هذا الموضوع بتريث للوقوف على ردود فعل مسؤولي حركة التوحيد والإصلاح والموالين لها، من اجل التفاعل الايجابي مع مطالب دعاة السلم الرافضة لفكر التقتيل ودعاة الإرهاب، إلا أنه وعوض اعتماد  التبصر والحكمة تجنّد أنصار الحركة لترهيب الرافضين لزيارة العريفي ونعتهم بأقدح النعوت!؟