الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

حريق "الضحى" يأتي على لوحات فنية بقيمة تفوق 20 مليار سنتيم

 
 
حريق "الضحى" يأتي على لوحات فنية بقيمة تفوق 20 مليار سنتيم

لا شك في أن أي حريق، قل أو عظم مداه،  تبقى من أصعب أوقاته، وبالإضافة إلى لحظة الاندلاع، تلك الفترات الزمنية التي تشهد على تعداد الخسائر. وفي حالة حريق شركة "الضحى" الذي عرفه مقر عين السبع بمدينة الدار البيضاء، صباح يوم أمس الأربعاء، انصبت كل المتابعات تقريبا على نقل أخبار ضياع الوثائق والعقود والحواسيب، بعد الاطمئنان طبعا على انعدام وجود أي وفاة بشرية. إنما في المقابل، تم مرور الكرام على المائة لوحة فنية التي التهمتها ألسنة النيران، وهي لفنانين مغاربة وأجانب، تبلغ قيمة الواحدة منها ما بين 100 و300 مليون سنتيم، حسب ما أوردته يومية "النهار المغربية".

وهو معطى جدير بالتوقف عنده أكثر من مرة، ليس طعنا في أحقية امتلاك النوادر الفنية، ولكن بخلفية وضع الأصبع على مدى موقع المواطن البسيط من تلك التحف وهو الذي بنيت الشركة على أكتافه ومن عرق تسديدات نضير "قبر الحياة"، خاصة وأن شكواه لا تنقطع من مجموعة خيبات الأمل التي تترصده، ابتداءا من تكلفة "التسبيق"، مرورا بتوقيع التزام الأداء طيلة أعوام العمر أحيانا، وانتهاءا بصدمة الوقوف على غير ما وعد به أو على الأقل ما توسمه خيال توقعاته.

لذا، إذا كانت قيمة لوحة فنية واحدة تفوق ما يستنزف دم ثلاثة مغاربة دخلوا مغامرة الجري وراء امتلاك شقة، لِم لا توظف في مساكنهم، وحتما سيرسمون أروع صورة ناطقة وبتوقيع تجريدي. أما إن تحدثنا عن مجموع قيم المائة لوحة، والتي تزيد عن الـ20 مليار سنتيم، فتلك حصة قد تغنينا عن مزيد اختناقات مجاري التجزئات، وشقوق الشقق، وطول مسيرة قضاء الديون.

هي إذن، معادلة برقم ليس صعبا لغرض إعادة ترتيب الأولويات ليس إلا، طالما أن تشجيع الفن وإمتاع نظر الناظرين مهم، فيما تحسيس المواطن بأنه "ساكن" لا "مسكون" أهم.