الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

سندباد "حي يرزق" بالدار البيضاء داخل حديقة تلتهبُ غلاءا

 
 
سندباد "حي يرزق" بالدار البيضاء داخل حديقة تلتهبُ غلاءا

بعد إعادة إصلاح وتجهيز حديقة سندباد بمقاطعة أنفا بالبيضاء، راجت أخبار تـُفيد أنه تمَّ تحطيم تمثال "سندباد" المشهور الذي كان مُنتصبا على رصيف شارع المحيط الأطلسي، فاصلا الشارع المُمتد بين شاطئ عن الذئاب وشاطئ سيدي عبد الرحمان، وتعويضه بصورة لسندباد "ثلاثية الأبعاد"، وقفت "أنفاس بريس" على نقل هذا "التمثال المصنوع من الحجر" لداخل الحديقة الجديدة ومن حظه أنه مرة أخرى يفصل جزأين وهذه المرة داخل الحديقة أي بين حديقة الألعاب وجهة حديقة الحيوانات. وتعود فترة تواجد هذا التمثال بالمكان الأول إلى بداية سنوات الثمانينات.

ويجمع الكثير من مرتادي حديقة سندباد أن أثمنة الولوج لها والاستفادة من ألعابها أضحت بعد افتتاحها مؤخرا حارقة وغالية جدا، فمنذ الوصول إلى مدخل الحديقة تصفع المواطن أثمنة الاستفادة من الخدمات، بداية بواجب ركن السيارة الذي يتراوح بين 10 دراهم في مكان غير مُهيكل و15 درهم داخل "باركينغ" عصري بحواجز إلكترونية، والأدهى من ذلك كله وعلى مسمع ومرأى من السلطات المحلية ومستشاري المقاطعة ومجلس المدينة، فقد علق المشرفون على "الباركينغ العصري" ورقة على شكل لوائح المطاعم الراقية وكتبوا عليها (لا تتحمل إدارة "الباركينغ" مسؤولية حراسة السيارة أو ما يُمكن أن يحدث لها من أضرار أو سرقة، بل فقط يؤدي المواطن ثمن 15 درهم لكي يتم السماح له بالدخول والخروج من الباركينغ") وهو أمر يتنافى مع خدمة حراسة السيارات التي تستوجب حمايتها من كل ما يمكن أن يحدث لها من ضرر أو سرقة. ويتساءل مواطنون عن قانونية هذه التعليمات، سيَّما وأن العديد من حراس الدراجات النارية والسيارات البُسطاء، تتمُّ جرجرتهم في أقسام الشرطة عند ضياع أو سرقة السيارات أو الدراجات النارية التي كانت تحت حراستهم أو سرقة ما بداخلها.

وفي باب الدخول للحديقة تصفع مرة أخرى الأثمان المواطن البسيط، إذ يتراوح ثمن الدخول بين 35 درهم للبالغين و20 درهم للأطفال، ويبلغ ثمن الاستفادة من الألعاب 10 دراهم، ويمكن أن يصل مبلغ دخول عائلة من 5 أفراد إلى 90 درهما حتى ولو كان بينهم رضيعا أو طفلين صغيرين.

سندباد اليوم أصبح "شاهدا" على تطور حديقته، من حديقة عادية وشعبية "ديموقراطية" إلى مشروع سياحي يتكون من فنادق وإقامات ومحلات تجارية على مساحة 26 هكتارا بتكلفة تصل إلى 2,5 ملايير درهم، كما وصل الاستثمار الإجمالي لمشروع الحديقة الأركيولوجية وحديقة الحيوانات، إلى 346 مليون درهم، على مساحة 32 هكتارا.

فهل يتذكر "سندباد الحجري" يوم كان الدخول لحديقته مجانا ثم 3 دراهم. ويوم كان وجهة مُفضلة لفقراء منطقة أنفا والحي الحسني والمدينة القديمة وسيدي بليوط والعنق، من سكان الأحياء الشعبية ودور الصفيح !!؟؟. للأسف الذاكرة الحيَّة الناطقة يملكها فقط بنو البشر ولا يملكها الحجر..