الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

وابويا الوردي.. مستشفياتنا تفتقد للقلوب الرحيمة والضمائر المهنية

 
 
وابويا الوردي.. مستشفياتنا تفتقد للقلوب الرحيمة والضمائر المهنية

حالات كثيرة ومشابهة يتعرض لها المواطن المغربي بمستشفيات وزير الصحة الحسين الوردي كل يوم بالمستعجلات وغرف الإنعاش.. قساوة قلوب من وصفوا بملائكة الرحمان.. معاملات سيئة.. تعال وتجبر.. حكرة تطال الإنسان وهو على سرير بعض مستشفياتنا إن وجده شاغرا.. قلة التجهيزات والموارد البشرية.. مظاهر وظواهر وجب أن ندق ناقوس خطرها وهي تكتسح فضاءات الطب التي من المفروض أن يشع فيها بياض القلوب والايادي الرحيمة .

فهل يمكن للوزارة، التي تتحمل مسئولية الجانب الطبي والصحي بها، أن تفتح تحقيقا بخصوصها وتستعجل استنهاض ضمائرها وتوفر لها متطلباتها ومستلزماتها الضرورية في أفق ربط المسئولية بالمحاسبة؟

الواقعة التي بين أيدينا مجرد مثال نقدمه للقارئ .

63 يوما مرت على الحادث المؤلم الذي وقع يوم فاتح غشت من السنة الجارية على بعد 15 كلم شمال مدينة أزمور، والذي كاد أن يودي بحياة خمسة أفراد من عائلة واحدة، بسبب عطب تقني مفاجئ تعرضت على إثره عجلة السيارة إلى الانفجار وانقلابها عدة مرات وسط الحقول المجاورة.. هذا الحادث، لولا تزامنه مع مرور دورية للدرك الملكي تابعة لمنطقة سطات وأخرى أمنية قادمة من ولاية أمن الدار البيضاء في اتجاه أسفي وقيامهما بالواجب من خلال تقديم كل الخدمات الضرورية في حينه، لتعرض الضحايا لموت محقق .

63 يوما مرت دون أن تنسى العائلة نفسها الصور والأحداث المأساوية وسوء المعاملة لضحاياها الخمسة وهم بين الحياة والموت والآلام والصدمة النفسية لبشاعة الواقعة وشدة الإصابات البالغة التي طالت الكل.. "لن ننسى سلوك الطبيبة بالمستشفى الإقليمي بمدينة الجديدة وهي تضع نظاراتها البيضاء، ولن تنمحي صور معاملتها السيئة مع ضحايا الحادث في ذلك اليوم المشئوم من ذاكرة العائلة"، يقول الغوتي أحد أقارب الضحايا الذي تابع عن قرب تفاصيل سوء المعاملة لملائكة الرحمان الذين غيبوا قسم أبقراط في لحظة فاصلة بين الموت والحياة. وأضاف بامتعاض كبير "لم نجد الضمائر الإنسانية في فضاء يعتبر من أهم الأماكن المفروض فيها استحضار الجانب الإنساني.. جروح عميقة كخرائط تؤثث أجساد الضحايا لم تتمكن الطبيبة من رؤيتها والتعامل معها في لحظة إسعافات أولية واستهانت بها، وكأن الطبيبة أصابها الحول (حالة الطفل الصغير، الصور) ...دون الحديث عن آلام القوية والكسور المتعددة والجروح (ثلاثة نساء والسائق) والرضوض التي أصيب بها الضحايا الخمس وهم يئنون ويستغيثون ويستعطفون"..

وقال أفراد عائلة الضحايا لـ "أنفاس بريس": "الخدمات الإنسانية التي قامت بها دورية الأمن والدرك الملكي مشكورين بموقع الحادث لم يكتمل مشوارها الصحي، رغم حضور سيارات الإسعاف والأطقم المساعدة في الوقت المحدد ونقل الضحايا بسرعة صوب مصحة بمدينة أزمور، ومن ثم للمستشفى الإقليمي للجديدة الذي يفتقد لكل شروط المعاملة اللائقة والاستهتار بصحة المواطنين وقلة التجهيزات الطبية اللازمة لإنقاذ أرواح المصابين.. لذلك قررنا نقل الضحايا الخمس لإحدى المصحات بالدار البيضاء، وتحملنا تكاليف كل شيء في سبيل إنقاذ ما يجب إنقاذه".

حالة الضحايا بعد 63 يوما من الرعاية الصحية والاجتماعية تمكن البعض منهم تجاوز آثار الصدمة النفسية والمعنوية، لكن حالة البعض الآخر مازالت تستدعي حرصا متواصلا لمحو سلوك تلك الطبيبة المتعجرفة التي لم تراع لا لقسم أبقراط ولا إلى مهنتها النبيلة والإنسانية في لحظة كان يجب فيها تغليب كفة الإنساني على المادي والقيام بالواجب المهني .

السؤال الحارق الذي نوجهه لوزير الصحة "بويا" الوردي، ومن خلاله إلى حكومتنا الموقرة هو، كم عدد الحالات المشابهة التي يقع فيها المواطن المغربي ضحية القلوب القاسية بمستشفياتنا التي تحولت لفضاءات للبكاء والنواح والصدمات النفسية جراء الاستهتار بالمسئولية وغياب الضمير المهني؟؟