Wednesday 3 December 2025
اقتصاد

إدريس الفينة: المغرب يعزز استثماراته الخارجية بإفريقيا

إدريس الفينة: المغرب يعزز استثماراته الخارجية بإفريقيا تأتي موريشيوس في صدارة المصدرين الأفارقة
تسجل الاستثمارات الإفريقية داخل القارة نفسها ارتفاعا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، في تحوّل يعكس تزايد ثقة الدول الإفريقية في آفاق اقتصاد القارة. فبعد أن كانت إفريقيا تعتمد أساسا على رؤوس الأموال القادمة من أوروبا وآسيا والخليج أصبحت اليوم ترى بروز فاعلين أفارقة يستثمرون خارج حدودهم بصفة منتظمة، ليرتفع رصيد الاستثمارات البينية الإفريقية إلى حوالي 88 مليار دولار سنة 2022 قبل أن يستقر في حدود 76 مليار دولار سنة 2023. ويُظهر تحليل التدفقات أن خمس دول تقريبا تقود هذا التوجه وتستحوذ على النسبة الأكبر من الاستثمارات داخل القارة وهي موريشيوس وجنوب إفريقيا ونيجيريا والمغرب وكينيا، مع دور ملحوظ لتوغو بفضل موقع لومي كمركز مالي إقليمي.
وتأتي موريشيوس في صدارة المصدرين الأفارقة الرأس المال بحكم موقعها كمنصة مالية محورية موجهة نحو إفريقيا، يليها جنوب إفريقيا باعتبارها أكبر قاعدة صناعية وقارية للمجموعات البنكية والاتصالات والتوزيع، ثم نيجيريا التي تُصدّر استثمارات قوية في الإسمنت والأسمدة والطاقة والخدمات المالية. أما المغرب فبرز خلال العقد الأخير كمستثمر رئيسي في غرب ووسط إفريقيا عبر المصارف والاتصالات والطاقات المتجددة فيما تواصل كينيا تعزيز حضورها شرق القارة في التكنولوجيا والخدمات.
هذا الترتيب يعكس قدرة مجموعة محدودة من الاقتصادات الإفريقية على لعب دور المستثمر الإقليمي بفضل شركات كبرى ذات انتشار عابر للحدود، ويؤكد في الوقت ذاته أن جزءًا متزايدًا من تمويل النمو الإفريقي بات يأتي من داخل القارة، في انسجام مع دينامية منطقة التجارة الحرة الإفريقية ورؤية التكامل الاقتصادي حتى عام 2063.