Monday 1 December 2025
فن وثقافة

من تنظيم منتدى كفاءات تاونات: اختتام الدورة الأولى إدريس الجاي من مهرجان تاونات للشعر المغربي

من تنظيم منتدى كفاءات تاونات: اختتام الدورة الأولى إدريس الجاي من مهرجان تاونات للشعر المغربي نوه المشاركون بالأجواء التي مر فيها المهرجان وبالكفاءات الأدبية والشعرية

اختتمت، الأحد 30 نونبر، فعاليات النسخة الأولى من مهرجان تاونات للشعر المغربي- دورة الشاعر إدريس الجَاي- الذي نظمه منتدى كفاءات إقليم تاونات بتنسيق مع بيت الشعر في المغربب ؛ وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) على مدى لأيام 28-29 و30 نونبر بمدينة تاونات.

وتميّزت الجلسة الافتتاحية الأولى بإلقاء الكلمات الرّسمية، تقدّم بها: إدريس الوالي رئيس "منتدى كفاءات إقليم تاونات"، مراد القادري رئيس "بيت الشعر بالمغرب"، ثم فؤاد المهداوي الذي ناب عن الوزير المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل، بصفته مديرًا جهويًّا لقطاع الثقافة بجهة فاس- مكناس.

وأجمعت الجهات المنظمة أن هذا اللقاء يشكل لحظة للاحتفاء بالشاعر المغربي (إبن تاونات) الراحل إدريس الجاي، أحد الوجوه البارزة في المشهد الشعري الوطني، وأحد الأصوات التي جمعت بين صدق التجربة الشعرية المغربية والانفتاح على الفكر والثقافة العالمية، مضيفين أن استحضار اسمه اليوم هو تكريم لجيل كامل من الشعراء الذين جعلوا من القصيدة المغربية سفيرة للجمال والمعرفة.

وخلال نفس الجلسة، تمّ عرض شهادتين مُسجّلتين عبر مقاطع فيديو، واحدة لإدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية، والثانية ألقاها نجيب زّروالي وارثي الوزير والسفير السابق والتي أكدت على خصال المُحتفى به الراحل إدريس الجاي، ودوره في إعطاء قيمة مُضافة للشعر المغربي، وذلك من خلال برامجه الإذاعية التي اشتهر بها، ومنها برنامج: "مع ناشئة الأدب" وبرنامج "حقيبة الأربعاء".

تميزت الجلسة الأولى التي سيّرها الإعلامي امحمد البوكيلي بمداخلة سليم الجَاي ابن الرّاحل ادريس الجَاي الذي حضر من فرنسا خصّيصًا للمشاركة في هذا المهرجان الشعري، وألقى بالمناسبة كلمة مؤثرة بالعربية الفصحى، مع العلم أنه لا يتقنها،وأخرى بالفرنسة بالإضافة إلى شهادات مُسجّلة قديمة في خزينة التلفزة المغربية، وهي تؤرخ لمسار الشاعر إدريس الجاي الإذاعية.

الشاعر عبد السلام المساوي، من جهته، تلا على الحاضرين أسماء الفائزين بجوائز ادريس الجاي الشعرية للناشئة دون سن 30، وكانت الجائزة الأولى من نصيب هند العيّان من تاونات، والثانية عادت إلى اسماعيل أيت إيدار من إقليم الحوز، فيما آلت الجائزة الثالثة إلى هالة بوطلاقة من جماعة بني وليد بضواحي مدينة تاونات.

وقد تكوّنت لجنة الفرز من الشعراء: محمد مفدي رئيسا، عبد السلام المساوي مقرّرًا وأمينة المريني وسعيد الغولي عضوين.

صباح اليوم الثاني من المهرجان، كان تلاميذ (عددهم 20) مؤسسة التفتّح للتربية والتعليم مع ورشة حول تقنيات الكتابة الشعرية ، أطرتها الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي بحضور وفد من المنتدى وبيت الشعر.

الجلسة المسائية الأولى خصصت للاحتفاء بالشاعر الراحل، وتم الإدلاء فيها بشهادات في حق ادريس الجاي، تقدم بها كل من: الأديب والكاتب بالفرنسية سليم الجاي إبن الراحل، وهو مقيم في باريس، الصحفي أحمد قروق صديق المرحوم وزميله بالإذاعة والتلفزيون المغربي، وكذا الإعلامي والمخرج محمد الغرملي صديق الشاعر.

الأمسية الشعرية الأولى شارك فيها الشعراء: مراد القادري، محمد بشكار، عبد الرحيم الخصار، اسماعيل علالي وإدريس الواغيش، أما التسيير فقد قامت به الشاعرة نبيلة حمّاني؛ أعقبها حفل موسيقي من توقيع الفنان التاوناتي أحمد موسى فارس.

جلسة صباح اليوم الثاني من المهرجان، كان للحضور فيه موعد مع ندوة علمية حول ديوان: "السّوانح" للراحل إدريس الجاي، كما رأته عيون النقاد، وقد شارك في هذه الندوة النقدية: محمد يعيش، سعيد بكور، محمد السعيدي، نصر الدين شردال وأحمد بلخيري؛ وسيرها الشاعر والناقد إبراهيم الديب.

وفي مخيّم جبل "واد يفران" السياحي الجميل، مُخيّم يقع خارج مدينة تاونات ببعض كيلومترات في إطلالة ساحرة على سد "ساهلة" والجبال المحيطة به، التقى المشاركون في المهرجان بعامل إقليم تاونات عبد الكريم الغنامي، حيث نوّه بفكرة المهرجان الشعري، ورحّب بالشعراء والشاعرات ضيوف تاونات.

وبعد فترة الغداء بمخيم في جبل "واد يفران"، والاستماع إلى فقرات من الطقطوقة الجبلية الأصيلة برئاسة الفنان عزيز الزّوهري، انطلقت الأمسية الشعرية الثانية بمشاركة الشعراء والشاعرات: مليكة العاصمي، أمينة المريني، نجيب خداري، مخلص الصغير، صالح لبريني، علية البوزيدي الإدريسي وعادل لطفي.

الأمسية كانت من تسيير الاعلامي عبد السلام الزروالي الحايكي، واختتم تسييره للجلسة بإلقاء قصيدة أرسلها من فاس الشاعر عبد الكريم الوزاني وهي قصيدة تتغنى بالراحل الجاي وبتاونات وقبائلها.

أما الفقرة الأخيرة التي أدارتها الفنانة والمخرجة نجاة الوافي ابنة تاونات خصصت للتكريمات، فقد تمّ فيها تكريم الشعراء: مليكة العاصمي، أحمد مفدي ومحمد علي علي الرباوي.

الجو الماطر في تاونات صبيحة اليوم الثالث والأخير أي الأحد حال دون زيارة كانت مقرّرة إلى مسقط رأس الشاعر الراحل في جماعة كلاز بضواحي تاونات، وتم تأجيلها إلى موعد لاحق.

ومن جانبهم، نوه المشاركون بالأجواء التي مر فيها المهرجان وبالكفاءات الأدبية والشعرية التي يزخر بها إقليم تاونات، معربين عن فخرهم بتكريم القامات الشعرية في هذه التظاهرة الثقافية المتميزة.

وأعربوا عن الأمل في أن يُرسخ هذا المهرجان مكانته كأحد المواعيد الثقافية الكبرى على المستوى الوطني، وأن يؤسس لتجربة إبداعية رائدة تعزز المشهد الثقافي المحلي.