Monday 21 July 2025
رياضة

أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (5)

أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (5) الراحل أحمد فرس
تابعت مباراة المغرب والجزائر في 09 دجنبر 1979 برسم إقصائيات الألعاب الأولمبية موسكو 1980. تلك المباراة التي انهزم فيها زملاء أحمد فرس العميد بخمسة أهداف لواحد.
كنت أتابع المباراة وعمري 18 سنة، ولاحظت وأتساءل حينها كيف أن لاعبي المنتخب الوطني غير قادرين على الجري أمام منتخب جزائري شاب. كان أغلبهم وكأنه يمارس رياضة المشي.
 
هذا السؤال سأحصل على تفسير له عندما سأشتغل بمدينة المحمدية ويصبح  أحمد فرس وعسيلة والطاهر الرعد رحمهم الله وغيرهم من اللاعبين أصدقاء مقربين لي؛  ألتقي معهم بشكل يومي.
كان الراحل فرس يتجنب الحديث عن تلك المباراة التي كانت الأخيرة بالنسبة له مع المنتخب الوطني. لكن أمام إصراري وبأسلوب لبق، حكى لي مرة عن تفاصيل الاستعداد للمباراة وكيف أرهقم المدرب..لقد أكد الراحل أن يوم السبت الذي سبق المباراة بيوم واحد، أمر اللاعبين بملعب البشير بالمجمدية بسباق السرعة 100 متر عشر مرات. وحتى عندما قال له فرس حرفيا:" هادشي بزاف على اللاعبين..رد عليه كليزو: je sais ce que je fais أنا أعرف ما أعمل..
مباشرة بعد العودة إلى فندق سامير بالمحمدية أفانتي حاليا، يتابع فرس أن اللاعبين لم يستطيعوا الصعود إلى غرفهم بسبب التعب والإرهاق. فالمصعد لم يكن متوفرا.
هذا إضافة إلى أن المدرب كليزو كان ينسق مع معد بدني مستقر بفرنسا، هو الذي يبعث ببرنامج الإعداد البدني بناء على معطيات يرسلها له المدرب كليزو.
أيضا المرحوم الطاهر الرعد أكد لي نفس الشيء حيث قال لي مرة إن كل لاعب هو الذي كان يقيس دقات قلبه بنفسه داخل غرفته بالفندق، وهناك من يملأ الورقة ويوقعها دون أن يقوم بأي شيء. هكذا إذن  كان  البرنامج البدني يوضع من طرف الفرنسي بناء على معطيات خاطئة. فكانت النتيجة كارثية، ولكن المدرب كليزو كان يرى أمامه لاعبين منهكين لكنه يصر على تنفيذ ما وصله من فرنسا.
كل هذا الكلام بحكم اهتمامي الشديد بالموضوع، تابعته عبر حوارات صحافية مع لاعبين شاركوا في مباراة 5.1، منهم المرحوم حميد الهزاز في الكتاب الذي ألفه عنه الزميل محمد التويجر، و مصطفى الطاهر ي ومحمد البويحياوي شافاهما الله ، في الحوارين اللذين أجراهما معهما الدكتور محمد اليازغي.
سيقول لي المرحوم أحمد فرس مرة بنبرة تحدي إنه بعد المباراة طلب أن يذهب إلى الجزائر لإجراء مباراة الإياب رفقة اللاعبين فقط بدون مدرب، وهو متأكد أنهم سيردون الاعتبار للكرة المغربية بعد تلك الخسارة المدلة.
لكن الملك الراحل الحسن الثاني المعروف بارتباطه وعشقه واهتمامه بكرة القدم،  كان له رأي آخر إثر غضبة تم على إثرها حل الجامعة وتعويضها بلجنة مؤقتة، والمناداة على منتخب مشكل من لاعبين شباب لمواجهة الجزائر في مباراة العودة، وهي المباراة التي انتهت بهزيمة ثانية  3.0.
لكن كانت بداية لتشكيل منتخب الزاكي وبودربالة والحداوي وخيري معزز بالمخضرم الراحل ظلمي وغيرهم، وهو المنتخب الذي سيفوز فيما بعد بالميدالية الذهبية للألعاب المتوسطية سنة 1983 و يخلد ملحمة المكسيك عام 1986 إضافة إلى تحقيق نتائج مشرفة أخرى..