Friday 9 May 2025
سياسة

تصنيف البوليساريو "تنظيما إرهابيا".. هل أصبح الملف جاهزا؟!!

تصنيف البوليساريو "تنظيما إرهابيا".. هل أصبح الملف جاهزا؟!! نحو تصنيف البوليساريو تنظيماً إرهابياً: معطيات استخباراتية وتحركات دبلوماسية في سياق دولي متغيّر
أمام‭ ‬ممثلي‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬بلدا‭ ‬من‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬داعش،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬قبل‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬(ماي‭ ‬2022)‭ ‬بمراكش،‭ ‬إن‭ ‬«التواطؤ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬الوسائل‭ ‬المالية‭ ‬والتكتيكية‭ ‬والعملية،‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬إفراز‭ ‬تحالف‭ ‬موضوعي‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ونظيرتها‭ ‬الانفصالية»‭.‬‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬«من‭ ‬يمول‭ ‬ويأوي‭ ‬ويدعم‭ ‬ويسلح‭ ‬الانفصالية‭ ‬يساهم،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويقوض‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليميين»‭.‬
 
‏وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬أعلن‭ ‬النائب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالكونغرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬جون‭ ‬ويلسون،‭ ‬أنه‭ ‬سيقدم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬لتصنيف‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬«منظمة‭ ‬إرهابية»‭ ‬متهما‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬باستغلال‭ ‬الجبهة‭ ‬لإيجاد‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬بأفريقيا‭.‬
 
وكتب‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬جو‭ ‬ويلسون‭ ‬وعضو‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬ولجنة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬«إكس»،‭ ‬«سأقدم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يصنف‭ ‬البوليساريو‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية»‭.‬
 
وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬طالب‭ ‬بيير‭ ‬هنري‭ ‬دومون،‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬بلاده‭ ‬بتصنيف‭ ‬البوليساريو‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭. ‬منبها‭ ‬إلى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«البوليساريو‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬خطيرا‭ ‬للسلم‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة»‭. ‬واعتمد‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬لـ‭ ‬«معهد‭ ‬هيودسون»‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬«البوليساريو‭ ‬تبرز‭ ‬كفاعل‭ ‬خطير‭ ‬يهدد‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مصالح‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬مزاعمها‭ ‬السياسية،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتباطها‭ ‬الوثيق‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬وضلوعها‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة،‭ ‬ودورها‭ ‬كأداة‭ ‬تنفيذية‭ ‬تخدم‭ ‬الأجندات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والروسية‭ ‬والصينية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية»‭. ‬
 
ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬طالب‭ ‬مركز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأمريكي‭ ‬المرموق‭ ‬«مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطيات»‭ ‬(FDD)،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬حديث‭ ‬له،‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬باتخاذ‭ ‬خطوة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬البوليساريو،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصنيفه‭ ‬«منظمةً‭ ‬إرهابيةً»،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ارتباطاته‭ ‬المشبوهة‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬إقليمية‭ ‬متطرفة،‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬ومصالح‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬
 
وأورد‭ ‬المركز،‭ ‬المعروف‭ ‬بنفوذه‭ ‬داخل‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬«البوليساريو‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬حركة‭ ‬انفصالية‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تقدم‭ ‬سابقا،‭ ‬بل‭ ‬تحولت،‭ ‬بفعل‭ ‬تحالفاتها،‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬تخريبية‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬توظف‭ ‬لخدمة‭ ‬أجندات‭ ‬إيرانية‭ ‬وحسابات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بحزب‭ ‬الله،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الجبهة‭ ‬تهديدا‭ ‬مباشرا‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذراعا‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لطهران‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القارة‭ ‬السمراء»‭.‬
 
وحذرت‭ ‬المؤسسة‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬واللوجستي‭ ‬بين‭ ‬البوليساريو‭ ‬والجهات‭ ‬المتطرفة‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬مراجعة‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬وتفعيل‭ ‬آليات‭ ‬التصنيف‭ ‬الإرهابي‭ ‬ضده،‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وحماية‭ ‬الحلفاء‭ ‬الاستراتيجيين،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية"‭.‬
 
الملاحظ،‭ ‬إذن،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬انتباها‭ ‬دوليا‭ ‬متصاعدا‭ ‬للتهديدات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬ترك‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬لعصابة‭ ‬مسلحة‭ ‬يحاول‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬حقد‭ ‬زرعها‭ ‬شوكةً‭ ‬في‭ ‬خاصرة‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬أنشطتها‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬وتشبيك‭ ‬علاقاتها‭ ‬المشبوهة‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬الكبرى،‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬العملياتي‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬وباقي‭ ‬الميليشيات‭ ‬الوظيفية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الموالية‭ ‬لداعش‭ ‬والقاعدة‭ ‬النشيطة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مثل‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭.. ‬إلخ‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬البوليساريو‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ينبغي‭ ‬قطع‭ ‬دابره‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬داعميه‭ ‬ورُعاته‭ ‬خارج‭ ‬معادلة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬«التوازنات‭ ‬الإقليمية»،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اقتنع‭ ‬به‭ ‬قطاع‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تجميع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬دوائر‭ ‬استخباراتية‭ ‬وتقارير‭ ‬دولية‭ ‬موثوقة‭.‬
 
وقد‭ ‬دأب‭ ‬المغرب،‭ ‬منذ‭ ‬2018،‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬انتباه‭ ‬حلفائه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية،‭ ‬إلى‭ ‬ارتماء‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬الدول‭ ‬والجماعات‭ ‬والأحزاب‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬الأدلة‭ ‬القاطعة‭ ‬على‭ ‬تورط‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬المساس‭ ‬باستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتنصل‭ ‬من‭ ‬التزاماتها‭ ‬الدولية‭ ‬بخصوص‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬النار‭ ‬الساري‭ ‬منذ‭ ‬1991،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استحقت‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬تصنيفا‭ ‬دوليا‭ ‬رسميا‭ ‬كـ‭ ‬«تنظيما‭ ‬إرهابيا‭. ‬لقد‭ ‬قدم‭ ‬المغرب‭ ‬ملفا‭ ‬معززا‭ ‬بأدلة‭ ‬موثقة‭ ‬على‭ ‬تورط‭ ‬حزب‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وعلى‭ ‬تزويدها‭ ‬بصواريخ‭ ‬"سام-9"‭ ‬و"سام-11" عبر‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وأطلع‭ ‬دولا‭ ‬حليفة‭ ‬«أمريكا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬دول‭ ‬الخليج»،‭ ‬على‭ ‬محتوى‭ ‬الملف‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬بالرباط‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬طهران‭. ‬كما‭ ‬أدى‭ ‬بالدول‭ ‬الخليجية‭ ‬«السعودية،‭ ‬الإمارات،‭ ‬البحرين»‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬«تدخل‭ ‬إيران»‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبوليساريو،‭ ‬بينما‭ ‬أعلنت‭ ‬واشنطن‭ ‬أنها‭ ‬أخذت‭ ‬علما‭ ‬بالأمر‭ ‬وتتعامل‭ ‬معه‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭. ‬فيما‭ ‬اكتفى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مؤسساته،‭ ‬بالإقامة‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬الحياد».
 
وتأسيسا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬يلزم‭ ‬المغرب‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استغلال‭ ‬الشرعية‭ ‬المتآكلة‭ ‬للبوليساريو،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬توالي‭ ‬انفراط‭ ‬عقد‭ ‬المعترفين‭ ‬بالبولساريو،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬«الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وإسبانيا»،‭ ‬والانتصار‭ ‬لواقعية‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬(الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إسبانيا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬وهولندا،‭ ‬وغيرها‭ ‬بدأت‭ ‬تعلن‭ ‬صراحة‭ ‬دعمها‭ ‬للمبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬بوصفها‭ ‬«جادة‭ ‬وذات‭ ‬مصداقية»،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬بالفعل‭ ‬خطوة‭ ‬سياسية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬نحو‭ ‬توسيع‭ ‬عزل‭ ‬البوليساريو‭ ‬دوليًا،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يُمهّد‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬تدريجي‭ ‬نحو‭ ‬تصنيف‭ ‬الصنيعة‭ ‬الجزائرية‭ ‬«تنظيما‭ ‬إرهابيا»،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات،‭ ‬منها‭ ‬توثيق‭ ‬تهديد‭ ‬البوليسارسو‭ ‬بهجمات‭ ‬مسلحة‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬أدلة‭ ‬دامغة‭ ‬لارتباطها‭ ‬بجماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬«عبر‭ ‬التمويل،‭ ‬التدريب،‭ ‬أو‭ ‬التهريب»،‭ ‬واستُخدامها‭ ‬السلاح‭ ‬ضد‭ ‬مدنيين‭ ‬أو‭ ‬منشآت‭ ‬اقتصادية‭ ‬«مثلاً‭ ‬الطرق‭ ‬التجارية‭ ‬نحو‭ ‬موريتانيا‭ ‬ودول‭ ‬الساحل»،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إثبات‭ ‬أعمال‭ ‬العبودية‭ ‬والسخرة‭ ‬والتعذيب‭ ‬والاغتصاب‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬والمخدرات‭ ‬والسلاح،‭ ‬وسرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والصلة‭ ‬بجماعات‭ ‬متطرفة،‭ ‬وتجنيد‭ ‬الأطفال‭.. ‬إلخ‭. ‬وهذا‭ ‬يقتضي‭ ‬بناء‭ ‬ملف‭ ‬قانوني‭ ‬وأمني‭ ‬يوثّق‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬تحالف‭ ‬دبلوماسي‭ ‬منسّق‭ ‬لدفع‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬داخل‭ ‬كيانات‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬حليفين‭ ‬بارزين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬ومن‭ ‬بناء‭ ‬الملف‭ ‬المتكامل‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬شهادات‭ ‬حية،‭ ‬وصور‭ ‬أقمار‭ ‬صناعية،‭ ‬وثائق‭ ‬استخباراتية،‭ ‬واعترافات‭ ‬معتقلين‭. ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الملف‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬بكل‭ ‬الأدلة‭ ‬الممكنة‭ ‬أن‭ ‬أفعال‭ ‬البوليساريو‭ ‬ممنهجة‭ ‬ومدروسة‭ ‬وتخضع‭ ‬لخطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬ممأسسة،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬حوادث‭ ‬معزولة‭ ‬أو‭ ‬عابرة‭ ‬أو‭ ‬مرتبطة‭ ‬بأشخاص‭. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬في‭ ‬تحرك‭ ‬دبلوماسي‭ ‬منسق‭ ‬وموجه‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬«الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬المجموعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭.. ‬إلخ»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬خلق‭ ‬زخم‭ ‬إعلامي‭ ‬وقانوني،‭ ‬عبر‭ ‬تشبيك‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬اشتغلت‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬«البوليساريو‭ ‬تنظيما‭ ‬إرهابيا»،‭ ‬وتمويل‭ ‬إنجاز‭ ‬التقارير‭ ‬الاستقصائية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭.‬
 
لقد‭ ‬تحولت‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬تدريجيا،‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عصابة‭ ‬الجزائر،‭ ‬إلى‭ ‬«فزاعة»‭ ‬ينصبها‭ ‬عملاء‭ ‬مأجورون‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬أجندات‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬الحالم‭ ‬بالتوسع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جيرانه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بـ‭ ‬«أعمال‭ ‬المناولة»‭ ‬لصالح‭ ‬تسهيل‭ ‬ولوج‭ ‬قوى‭ ‬دولية‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬إيران،‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يتقاطع‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬الجزائرية‭ ‬لتكسير‭ ‬عظام‭ ‬المغرب‭ ‬ومعاكسة‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا؛‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬إشعال‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬كبرى‭ ‬تهدد‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬لإفريقيا‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬التعامل‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬"إدراج‭ ‬«البوليساريو‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية»،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تكاثر‭ ‬الأدلة‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬على‭ ‬تورطها‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولها‭ ‬تاريخٌ‭ ‬طويلٌ‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬وفي‭ ‬اختطاف‭ ‬المدنيين‭ ‬واستهداف‭ ‬منشآت‭ ‬اقتصادية‭ ‬حيوية،‭ ‬وتفجير‭ ‬المركبات‭ ‬الحاملة‭ ‬للبضائع،‭ ‬وإقامة‭ ‬الصلة‭ ‬مع‭ ‬عصايات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والمخدرات‭ ‬والبشر‭.‬
 
إن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تكبيل‭ ‬البوليساريو‭ ‬بصفة‭ ‬«الإرهاب»‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬تقويض‭ ‬شرعية‭ ‬البوليساريو‭ ‬أمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬مثل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬عزلة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬ويفرض‭ ‬قيودا‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬تمويلها‭ ‬ودعمها‭ ‬اللوجستي‭ ‬والعسكري،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬دولة‭ ‬العصابة‭. ‬كما‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬نزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬لصالح‭ ‬الانتصار‭ ‬لسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أقاليمه‭ ‬الجنوبية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬إقليمي‭ ‬جديد‭ ‬عنوانه‭ ‬الأكبر:‭ ‬نهاية‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء.. نهاية ‭ ‬50‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬المغرب!