تتكرر في الأوساط المرتبطة بالجالية المغربية بالخارج زيارات بعض الأفراد إلى الرباط، حيث يقدمون أنفسهم كشخصيات بارزة ضمن منظومة مغاربة العالم. هذه الظاهرة تحمل أبعاداً اجتماعية وسياسية، وتستحق تسليط الضوء على أسبابها ودوافعها.
هناك عدة دوافع تقف وراء هذه الزيارات، من بينها رغبة البعض في تعزيز مكانتهم الاجتماعية أو السياسية داخل المغرب، إذ يرون في التواصل مع المسؤولين فرصة لاكتساب الاعتراف والشرعية. كما يسعى بعضهم إلى بناء شبكة علاقات تمنحهم نوعاً من النفوذ الرمزي أو العملي، سواء داخل المغرب أو في أوساط الجالية بالخارج. إضافة إلى ذلك، قد يكون الهدف تحقيق مصالح شخصية، مثل الحصول على امتيازات أو فرص استثمارية، مستفيدين من صورة "الفاعل الجمعوي" أو "الممثل الشرعي للجالية". ويُسهم غياب معايير واضحة لتمثيل مغاربة العالم في فتح المجال أمام هذه الممارسات، حيث لا توجد دائماً ضوابط دقيقة تحدد من يحق له تمثيل الجالية أو التحدث باسمها.
في ظل غياب ممثلين رسميين واضحين، يجد بعض الأفراد الفرصة لتقديم أنفسهم كأصوات للجالية أو كوسطاء بينها وبين المؤسسات المغربية. كما أن الحضور الإعلامي والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي يساعدهم في تضخيم أدوارهم وإبراز أنفسهم كفاعلين أساسيين. وغالباً ما يكون من الصعب التحقق من حقيقة إنجازاتهم أو أدوارهم، ما يسهل عليهم الادعاء بصفات أو إنجازات غير دقيقة.
لمواجهة هذه الظاهرة، من المهم وضع معايير واضحة وشفافة لتمثيل مغاربة العالم، مع ضرورة تقييم أداء الممثلين بشكل دوري. كما أن تعزيز الشفافية ونشر قوائم رسمية بالفاعلين الحقيقيين يساهم في الحد من هذه الممارسات. ويُستحسن أيضاً دعم الكفاءات والمبادرات الجادة، حتى لا تظل الساحة مفتوحة أمام من يسعون فقط لتحقيق مصالح شخصية.
هذه الظاهرة ترتبط أساساً بغياب معايير واضحة للتمثيل، وبالرغبة في الاستفادة من صورة "مغربي العالم" لدى المؤسسات، إلى جانب ضعف الرقابة. الحل يكمن في تعزيز الشفافية، وتقدير الكفاءات الحقيقية، وتطوير آليات التواصل بين المؤسسات والجالية.