شغلتني في الأيام القليلة الماضية ظروف الغربة ومشاغلها، وبعض مخلفات سنوات الجمر يوم كنت ناشطا في المخابرات الجزائرية، عن متابعة المعارك السياسية الدامية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية في تونس. لقد سبق لي أن زرت تونس في مرات عديدة، وأزعم أنني أعرف بعض دهاليز الحكم فيها، كما أعرف بعض الحقائق عن نخبها السياسية.
لست هنا في مقام الحكم عن التجربة التونسية وعن ما إذا كان النظام القديم قد ألقى بثقله في الحياة السياسية، ولكنني أنصح والنصيحة واجب، التونسيين أن يدركوا تمام الإدراك أن تصويتهم بالأغلبية لايتام النظام الاستخباراتي القديم لن تحقق لهم أهدافهم في الأمن والاستقرار والحرية والكرامة.
أعرف أن مرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي قد زار الجزائر أكثر من مرة سرا وعلانية، ولعل هاتفه مفتوح على مدار الساعة وفي اتصال متواصل مع ثكنة عنتر ببن عكنون الجزائرية أين تصاغ خريطة شمال إفريقيا الجديدة بالتوافق مع الافريكوم والقوى الاستعمارية الزاحفة على أوطاننا، لكنني أعرف أيضا المرشح الأسمر صاحب اللون التمري في تونس الدكتور المنصف المرزوقي عنيد وقوي الشكيمة ومعه الكثير من أحرار وحرائر تونس ينازل قوى الثورة المضادة بيقين العارف بدواليب الدولة وإسرارها.... صراع فيه من البطولات الكثير ولكن نتائجه بالتأكيد ستحكمها المعايير الأمنية ومقاييس الحرب الكونية على الإرهاب التي تتزعمها الجزائر بالوكالة في شمال إفريقيا....
إني أخشى على تونس سيناريو جزائري قد يحصد أرواح الأبرياء هم لا ذنب لهم إلا لأنهم اختاروا الديمقراطية....وفي انتظار ما ستبوح به صناديق الحق يوم الأحد القادم أدعو الله أن يحفظ تونس وأهلها من كيد الكائدين.