السبت 22 فبراير 2025
جالية

يهم الجالية المسلمة في بلجيكا.. هذا ما يجب أن تعرفه عن أداء الزكاة 

يهم الجالية المسلمة في بلجيكا.. هذا ما يجب أن تعرفه عن أداء الزكاة  من مقاصد الشريعة الإسلامية تشمل الحفاظ على الحفاظ على حقوق الفقراء والمحتاجين
مقاصد الشريعة من إخراج زكاة المال
 كن على حذر لا تعط زكاتك لأحد، فمسؤولية جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها دون غيرهم تقع على عاتق الحكومة أو السلطة الشرعية الإسلامية. 
جباية الزكاة هي مسؤولية الدولة أو الحاكم المسلم. في العصور الإسلامية الأولى، كان الخليفة أو الإمام هو المسؤول عن جمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية. 
ومع تطور الزمن، قد تختلف هذه المسؤولية بناءً على الهيكل الإداري في الدول الإسلامية. في بعض الدول الحديثة، تكون هناك هيئات حكومية مختصة أو مؤسسات دينية تقوم بجمع الزكاة من المسلمين وتوزيعها على المستحقين.
في حال عدم وجود جهاز حكومي و سلطة لمراقبة المشرفين على جباية الزكاة و توزيعها مع و جود بديل يغطي مقصد الشرع من إخراج الزكاة  لا يمكن أن نطلب من المجتمعات المسلمة في الغرب أكثر من ذالك مع ما يواجهونه من تحديات أسرية ، بالنسبة لكثير من المسلمين في الغرب، يُنظر إلى دفع الزكاة والمساهمة في صناديق الضمان الاجتماعي على أنه أمر مبالغ فيه.
الزكاة هي فريضة تنبع مباشرة من الشريعة الإسلامية وتهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، ويُنظر إلى هذه الفريضة على أنها ضرورية لتطهير الأموال وتعزيز العدالة. وهي تقوم على نسبة مئوية من الممتلكات التي يمتلكها الشخص (2.5% من المدخرات التي تزيد عن حد معين) و لا يحق لأي جمعية جباية الزكاة لأنها ليست لها الشرعية و التفويض. 
من ناحية أخرى، فإن المساهمة في صناديق الضمان الاجتماعي في العديد من البلدان الأوروبية هي مساهمة حكومية إلزامية، وغالبًا ما تكون مصممة بشكل أوسع ليس فقط لدعم الفقراء ولكن أيضًا الفئات الضعيفة الأخرى في المجتمع، مثل كبار السن والعاطلين عن العمل. 
المستحقون للزكاة هم الأشخاص الذين يحق لهم تلقي الزكاة وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة التوبة، الآية 60. ينقسم المستحقون للزكاة إلى ثمانية أصناف، وهم:
1. الفقراء: هم الأشخاص الذين لا يملكون ما يسد حاجاتهم الأساسية.
2. المساكين: هم الأشخاص الذين يملكون بعض المال لكنهم لا يكفون احتياجاتهم الأساسية.
3. العاملون عليها: هم الأشخاص الذين يعملون في جمع الزكاة وتوزيعها.
4. المؤلفة قلوبهم: هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم معنوي أو مادي لتحفيزهم على الإسلام مثل المسلمين والمسلمات الجدد. 
5. في الرقاب: هم العبيد أو الأسرى الذين يحتاجون إلى فدية و هذا قد لا ينطبق في عصرنا هذا.
6. الغارمون: هم الأشخاص الذين وقعوا في الديون ولم يستطيعوا سدادها.
7. في سبيل الله: يشمل هذا الأصناف التي تبذل في سبيل الله، مثل المجاهدين أو الأنشطة الخيرية.
8. ابن السبيل: هم المسافرون الذين انقطع بهم الطريق ولا يملكون ما يسد احتياجاتهم.
هذه الفئات هي التي حددها القرآن الكريم لتوزيع الزكاة عليها.
 
بالنسبة لبعض المسلمين، فإنهم يشعرون أن هذا الالتزام المزدوج - الزكاة والمساهمة في الضمان الاجتماعي تصل بعض الأحيان إلى ٢٠% من دخلهم الشهري- يثقل كاهلهم، علاوة على ذلك، يمكن للدولة في بعض الحالات أن تتكفل أيضًا ببعض احتياجات المجتمع، مما يكمل الحاجة إلى المساهمات الشخصية من المجتمع المسلم.
 
من المهم أن ندرك أن الإسلام يعزز المسؤولية الشخصية والرعاية الجماعية على حد سواء. وغالبًا ما يكمن التحدي الذي يواجه المسلمين في الموازنة يبين هذه الالتزامات في حياتهم اليومية، مع مراعاة سياق مجتمعهم واحتياجات الفقراء والضعفاء. وفي النهاية، يعتمد الأمر على التفسير وكيفية تطبيق المبادئ الإسلامية في العالم الحديث.
 
نعم، إن مقاصد الشريعة الإسلامية تشمل الحفاظ على الثروة وحمايتها من الضرر، وكذلك الحفاظ على حقوق الفقراء والمحتاجين. وفي ضوء ذلك، يمكن اعتبار المساهمات في صناديق الضمان الاجتماعي الحكومية وسيلة لتحقيق هذه الأهداف.
 
وإذا نظرنا إلى الغرض من المساهمات في صناديق الدولة نرى أن من أهم مقاصدها ضمان الحياة الكريمة للفقراء والمحتاجين، وخاصة في حالات العجز والبطالة والشيخوخة. ومن هذا المنظور يمكن النظر إليها على أنها وسيلة لحفظ الثروة وتوزيعها بطريقة عادلة، وتعزيز التكافل الاجتماعي الذي هو أيضًا من مقاصد الشريعة الإسلامية.
 
ومع ذلك، فإن الفرق هو أن الزكاة فريضة دينية تهدف مباشرة إلى مساعدة الفقراء، وهي حق للفقراء على ممتلكات الأغنياء. تُعطى الزكاة مباشرة للفقراء. على النقيض من ذلك، فإن المساهمات في صناديق الضمان الاجتماعي تنظمها الحكومة قانونًا وهي مخصصة لفئات أوسع في المجتمع، وليس للفقراء فقط.
وبالتالي، في حين أن كلا النظامين يساهمان في حماية حقوق الفقراء، والمساهمات في صناديق الضمان الاجتماعي يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق ذلك.
 
مع العلم بأن الكثير من المستفيدين من المساعدات الإجتماعية هم من المسلمين سواء العاطلين منهم عن العمل أو اللاجئين منهم، توفر لهم الدولة سكن اجتماعي لائق و مساعدات مالية و إمتيازات أخرى مثل تخفيضات فيما يخص الصحة و النقل و الدواء و فاتورة الكهرباء و بدل الدراسة مضاعف للتلاميذ و طلاب الجامعات والمعاهد العليا.
فإذا كنت تدفع نسبة تصل إلى  20% من دخلك الشهري لصندوق الضمان الاجتماعي تكون قد تجاوزت ما  هو مطلوب منك يكفيك هذا فاطمئن وأديتها بنية صحيحة، واعلم أنه لا يجوز أن يطالب بالزكاة إلا حكومة شرعية لكي لا تستخدم تلك الأموال من أجل تحقيق أهداف جماعات للسيطرة على إرادة المجتمعات المسلمة في بلجيكا، ما دمت تعيش هنا فقد أديت ما عليك.
 نورالدين ابن سعيد طويل، إمام و باحث في شؤون المسلمين في بلجيكا