إن مسألة عدم توفير الدواء للمرضى خاصة الأمراض المزمنة مثل السرطان وغيره أمر في غاية الخطورة، لأن المرضى وخاصة النساء يتبعن بروتوكولات علاجية تمتد على مدى خمس سنوات، كتناول مثلا أدوية مثل «طاموكسفين» أو «ليتروزول» على فترة خمس سنوات. كما أن غياب الأدوية، أو حتى اختلاف موعد تناولها قد يعرض المريض وعائلته لكارثة، ويهدد حياته بشكل مباشر.
فحتى لو توفرت له بدائل، فإن المريض يكون معتادا على دواء محدد يفضل تناوله ويتفاعل معه بشكل محدد، لذلك يؤدي تغييره أو نقصه إلى مشكلات كبيرة.
وهناك مرضى اضطروا إلى التوقف عن العلاج مما يؤدي في الغالب إلى عودة أعراض المرض دون الحديث عن الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب التي تؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على العمل والدراسة والحياة اليومية. وربما يلجأ بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص الأدوية النفسية إلى تعاطي الكحول والمخدرات للتخفيف من أعراضهم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الإدمان والعديد من المشكلات الصحية والنفسية الأخرى.
في هذا السياق، أنا شخصيا مصابة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم واضطررت أكثر من مرة إلى الانقطاع عن متابعة العلاج بسبب غياب بعض الأدوية من السوق، وبحكم أنني رئيسة لجمعية تحدي وشفاء السرطان بمدينة المحمدية، فإنني أقف مرارا على مرضى يبحثون عن دواء مفقود.
إن افتقاد الأدوية المشكل عويص وخطير وتهديد مباشر لصحة وحياة العديد من المرضى، خاصة أولئك الذين يعتمدون على أدوية محددة لا تتوفر لها بدائل، لذلك نطالب الحكومة كجمعيات في المجال باتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لحل هذه الأزمة، حفاظا على أرواح الناس.
كما أود أن أشدد على نقطة مهمة وهي أن أغلب المرضى الذين يعانون من غياب الأدوية في السوق، هم أصلا مرضى محتاجون ماديا ويعيشون ظروفا معيشية قاسية مما يضاعف من المعاناة الجسدية والنفسية.