الجمعة 18 أكتوبر 2024
منوعات

الظلال المكشوفة: جرائم حُلَّت بفضل التصوير الطبي

الظلال المكشوفة: جرائم حُلَّت بفضل التصوير الطبي الدكتور بونهير بومهدي والدكتور أنور الشرقاوي (يمينا)
قصص يرويها الدكتور بونهير بومهدي، طبيب أشعة بتعاون مع الدكتور أنور الشرقاوي 
 
تبدأ القصة في شوارع لندن، عام 2010، حيث زرعت سلسلة من الجرائم الغامضة الخوف في نفوس السكان.
كانت الضحايا، التي تبدو غير مرتبطة ببعضها، تُكتشف ميتة في ظروف غريبة، دون أي أدلة واضحة تشير إلى القاتل.
الجثث كانت في حالة مثالية، دون أي علامات على مقاومة أو جروح قاتلة مرئية.
الشرطة، في حيرة من أمرها، أطلقت على القضية اسم "الظلال الخفية". كان يبدو أن القاتل لديه مهارة في جعل كل مسرح جريمة عصيًا على الفهم.
لمدة شهور، واصلت الشرطة جمع تقارير التشريح، لكن لم يظهر أي خيط يقود إلى الجاني.
في هذه اللحظة، يقترح طبيب شرعي متمرس في التكنولوجيا الطبية استخدام تقنيات التصوير لفحص أنسجة الضحايا عن كثب. لقد اشتبه أن الطريقة المستخدمة في القتل قد تترك آثارًا مجهرية لا تستطيع العين المجردة اكتشافها.
استُقبلت فكرته بشيء من الشك، لكن في ظل غياب أي أدلة، قررت الشرطة اعتماد هذه الفكرة.
تم إخضاع الجثث لفحوصات تصوير ثلاثية الأبعاد عالية الدقة وأشعة رنين مغناطيسي وظيفية.
الصور، التي أظهرت دقة غير مسبوقة، كشفت عن آثار مشتركة بين جميع الضحايا: آثار حروق دقيقة في الدماغ وعضلات القلب.
لم يكن بالإمكان لأي أداة تقليدية أن تحدث مثل هذه الأضرار، لكن التحليل المتعمق أشار إلى استخدام تكنولوجيا كهرومغناطيسية متقدمة، قادرة على إحداث إصابة في الأعضاء عن بُعد دون ترك أي علامات مرئية.
كان القاتل يستخدم أسلحة تعتمد على نبضات كهرومغناطيسية، موجهة بدقة نحو ضحاياه باستخدام جهاز مخفي.
هذا النوع من الأسلحة كان معروفًا فقط في الأوساط المحدودة من العلوم العسكرية.
بفضل التصوير الطبي، اكتشفت الشرطة أيضًا بقايا معدنية مجهرية في المناطق المصابة، يمكن التعرف عليها على أنها تعود إلى نموذج محدد من هذه الأسلحة، التي طُورت سراً في مختبرات خاصة.
بدأت الشرطة بتعقب المجرم بفضل التعاون بين المحققين وخبراء الأشعة والتصوير الطبي.
كشفت التحقيقات المعمقة في الدوائر السرية أن القاتل كان مهندسًا عسكريًا سابقًا، وكان يبيع خدماته لعملاء يبحثون عن طرق "نظيفة" وخفية للتخلص من أهداف معينة.

 
 لكن القضية أخذت منعطفًا جديدًا
اكتشف الخبراء في مجال التصوير أن كل ضحية قُتلت باستخدام تردد مختلف من النبضات.
وهذا يشير إلى أن القاتل، ليس فقط متقنًا لهذا السلاح، بل كان لديه دافع معقد وراء كل جريمة.
تحليل نمط النبضات سمح للمحققين بفك شيفرة سرية، قادتهم إلى اكتشاف شبكة من الجرائم المنظمة، تديرها جمعية سرية لها فروع في عدة بلدان.
في باريس، لفت انتباه المحققين جريمة مماثلة لم تُحل منذ سنوات.
بفضل تقنية التصوير المستخدمة في لندن، اكتشفوا علامات مشابهة على جثث الضحايا الفرنسيين.
سرعان ما تم ربط عدة قضايا في أوروبا ببعضها.

 
 أصبح التصوير الطبي الآن الأداة الرئيسية للمحققين 
على مدى شهور، بدأت دول أخرى بإعادة فتح ملفات الجرائم غير المحلولة، مشتبِهة أن هذه الشبكة من القتلة قد عملت في الخفاء لعقود.
أصبح المجرمون، الذين كانوا غير مرئيين سابقًا، مكشوفين بفضل التكنولوجيا الحديثة.
التصوير الطبي، الذي عادةً ما يُستخدم لإنقاذ الأرواح، أثبت هنا أنه الأداة النهائية لكشف أحد أكبر الشبكات الإجرامية التي تم اكتشافها.
تم حل القضية أخيرًا بفضل التعاون بين الأطباء والأشعة والمحققين، مما أثبت أن علم التصوير الطبي، الذي يُستخدم غالبًا للعلاج، يمكنه أيضًا أن يلعب دورًا حاسمًا في حل الجرائم المعقدة والخفية.
وبهذا، تم كشف "الظلال الخفية"، لتثبت أن حتى الجرائم الأكثر تعقيدًا يمكن فك رموزها بواسطة عين العلم الأشعة المتقدم.