السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

صمود المقاومة الفلسطينية وتراخي المجتمع الدولي

صمود المقاومة الفلسطينية وتراخي المجتمع الدولي خليل البخاري

بالرغم من الانتصارات الباهرة التي تحققها الفصائل الفلسطينية والتي يخفيها الإعلام الإسرائيلي، لا زال نتنياهو يظن أنه بفضل جبروته وغطرسته وقوته هو الإله الذي يخضع الجميع لمشيئته. وهو وحده يملك الحكمة، يهوي من يشاء، وينجي من يشاء.. ولكنه في النهاية يجهل إن الله والتاريخ قد علما البشرية حرية الإنسان في إنسانيته.

 

إن المقاومة الفلسطينية هي حق شرعي للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني الماقت كما من حق الشعب الفلسطيني إن يناضل ومكافحة بشتى الوسائل والطرق. وليس من حق أي أحد المعايدة والمنازعة فيه. إلا أن تجارب الشعوب تحت الاحتلال تختلف حسب السياقات الزمنية والتاريخية.

 

إن الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية يعتبر خطيئة كبرى وضربة خطيرة للكفاح الفلسطيني. ومن الموضوعية، نذكر أن النضال الفلسطيني كان منقسما قبل ذلك في صور مختلفة بحسب القوى العربية والدولية الداعمة لهذا الفصيل الفلسطيني او ذاك، وأن هذا أضر تاريخيا بالموقف الفلسطيني وبقضيته المشروعة .

 

إن المقاومة الفلسطينية تحتاج إلى استراتيجية متعددة الأبعاد، وإلى توحيد صفوفها وتجاوز خلافاتها الراهنة ونزاعاتها واختفاء الخطاب السياسي والديني والتحرك بخطى ثابتة داخل مظلة واحدة لمواجهة الخطر الصهيوني النازي.

 

فمن الطبيعي الاختلافات والتباين في المواقف ولكن حصيلة التاريخ الفلسطيني وطبيعة العدو الشرس والمتغطرس والمتجاوز لمنظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية. والترتيبات الدولية الظالمة التي تنبع من الهيمنة الأمريكية، تقتضي توحد فلسطين رشيد ومستدام.

 

وترتيب البيت الفلسطيني فالشعب الفلسطيني مطالب بانتخاب قيادات جديدة قادرة على المقاومة المدنية والسياسية والقانونية لنتمكن من الانتصار. كما لابد من إيجاد حل جذري لمشكلة الانقسام بين فتح وحماس الألفاظ على الحد الأدنى من التنسيق بين الحركتين حتى ولو كانت إسرائيل حريصة على استبعادهما معا. كما لابد من تحرك فعال وقوي من المنتظم الدولي لمعالجة ضعف المؤسسات الدولية وفي طبيعتها منظمة الأمن المتحدة التي لازالت عاجزة عن القيام بمهمتها التي أنشئت من أجلها سنة 1845 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. فهي ابانت في الحرب على غزة عن عجزها في إيقاف هذه الحرب العدوانية غير المتكافئة او حتى إدارتها. وخير مثال على ضعف هذه المؤسسة الدولية هو تعرض اليونفيل بضربات قوية من الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان ومطالبة نتنياهو للمنظمة بإبعاد اليونفيل من الضاحية الجنوبية من لبنان..

 

 

كما لابد من بلورة استراتيجية كفاح جديد، تبنى على الإيجابيات التي تحققت من الحرب الدامية واهمها انكشاف إسرائيل أمام المنتظم الدولي وصعود العديد من القوى الشبابية المعارضة لهذا الاحتلال الإسرائيلي النازي.

 

وصفوة القول، المقاومة الفلسطينية مستمرة حتى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية..أما إسرائيل فيه ماضية في بيع الوهم للعرب خاصة الذين طبعوا معها علاقاتها. وتحاول إسرائيل إقناع هذه الدول بأن عدوهم الأول هو إيران رغم أنها وجدت (إسرائيل) لتقسم الجسد العربي وتمزق وحدته. إن إسرائيل تعيش في الوهم لأنها لا تعرف سوى الوهم والخديعة وتبني مشروعات التوسعية بحثا عن الوهم.

 

خليل البخاري، أستاذ مادة التاريخ