مرة أخرى، يؤكد الواقع أن مسلسل الفواجع في بلادنا لم يعد حدثًا استثنائيًا، بل أصبح نمطًا متكررًا يفضح هشاشة التدبير، وضعف الاستباق، وغياب المحاسبة.
سقوط منازل متهالكة، وأخرى بُنيت خارج الضوابط القانونية والإدارية، إضافة إلى توسّع العشوائيات، كلها عوامل تُراكم الخطر في صمت، إلى أن تقع الكارثة.
الفيضانات المدمّرة، التي تحصد الأرواح وتخلّف خسائر فادحة، ليست قضاءً وقدرًا بقدر ما هي نتيجة اختيارات عمرانية مرتجلة، وبنيات تحتية غير مؤهلة، وتراخٍ واضح في المراقبة والوقاية.
وما حدث هذا المساء بمدينة آسفي، وما خلّفه من هلع وأضرار، ليس سوى حلقة جديدة في هذا المسلسل المؤلم، الذي يتكرر بالأسباب نفسها وبالعجز الرسمي نفسه عن تقديم إجابات مقنعة.
في الحوز، ما تزال ارتدادات الزلزال حاضرة بقوة، ليس في الذاكرة فقط، بل في واقع آلاف المنكوبين الذين ما زالوا محرومين من سكن لائق.
الخيام البلاستيكية كانت آخر ملاذ لهم، وحتى هذه لم تسلم؛ إذ طُلب من بعضهم، أو أُجبروا، على إخلائها.
السؤال البديهي: إلى أين يذهب هؤلاء؟
لكن يبدو أن هذا السؤال لا يشغل من بيدهم القرار.
الأهم، على ما يبدو، هو إزالة مظاهر البؤس من الواجهة، والتعمية على فضيحة التأخر في إيجاد حلول حقيقية ودائمة.
نحن اليوم أمام مسلسل من المعاناة المطوّلة، يتجاوز حدود الكوارث الطبيعية ليَمسّ جوهر السياسات العمومية.
فهل هذه الفواجع سوى نتيجة مباشرة لسوء التدبير والتسيير؟
أليس الإفلات من المحاسبة هو ما يجعل الأخطاء تتكرر، والضحايا يتزايدون؟
أين نحن من شعارات التنمية البشرية؟
وأين تجليات الدولة الاجتماعية التي رُوِّج لها بخطابات مليئة بالأرقام والمعطيات؟
أي معنى لتلك الوعود حين يعجز المواطن عن الاحتماء من المطر، أو النوم بأمان تحت سقف؟
ليتنا أمام سرعتين فقط في التعامل مع الأزمات،
وليته كان عدد الضحايا محصورًا،
لكن الواقع يقول غير ذلك.
أمام هذا المشهد القاتم، يصبح العجز عن الاستيعاب ردّ فعلٍ إنسانيًا مفهومًا.
فحين تتكرر الفواجع، وتتبدد المسؤوليات، ويغيب الأفق…
لا يبقى سوى الإحساس المرّ بأن
راه ما بقا ما يعجب.
سقوط منازل متهالكة، وأخرى بُنيت خارج الضوابط القانونية والإدارية، إضافة إلى توسّع العشوائيات، كلها عوامل تُراكم الخطر في صمت، إلى أن تقع الكارثة.
الفيضانات المدمّرة، التي تحصد الأرواح وتخلّف خسائر فادحة، ليست قضاءً وقدرًا بقدر ما هي نتيجة اختيارات عمرانية مرتجلة، وبنيات تحتية غير مؤهلة، وتراخٍ واضح في المراقبة والوقاية.
وما حدث هذا المساء بمدينة آسفي، وما خلّفه من هلع وأضرار، ليس سوى حلقة جديدة في هذا المسلسل المؤلم، الذي يتكرر بالأسباب نفسها وبالعجز الرسمي نفسه عن تقديم إجابات مقنعة.
في الحوز، ما تزال ارتدادات الزلزال حاضرة بقوة، ليس في الذاكرة فقط، بل في واقع آلاف المنكوبين الذين ما زالوا محرومين من سكن لائق.
الخيام البلاستيكية كانت آخر ملاذ لهم، وحتى هذه لم تسلم؛ إذ طُلب من بعضهم، أو أُجبروا، على إخلائها.
السؤال البديهي: إلى أين يذهب هؤلاء؟
لكن يبدو أن هذا السؤال لا يشغل من بيدهم القرار.
الأهم، على ما يبدو، هو إزالة مظاهر البؤس من الواجهة، والتعمية على فضيحة التأخر في إيجاد حلول حقيقية ودائمة.
نحن اليوم أمام مسلسل من المعاناة المطوّلة، يتجاوز حدود الكوارث الطبيعية ليَمسّ جوهر السياسات العمومية.
فهل هذه الفواجع سوى نتيجة مباشرة لسوء التدبير والتسيير؟
أليس الإفلات من المحاسبة هو ما يجعل الأخطاء تتكرر، والضحايا يتزايدون؟
أين نحن من شعارات التنمية البشرية؟
وأين تجليات الدولة الاجتماعية التي رُوِّج لها بخطابات مليئة بالأرقام والمعطيات؟
أي معنى لتلك الوعود حين يعجز المواطن عن الاحتماء من المطر، أو النوم بأمان تحت سقف؟
ليتنا أمام سرعتين فقط في التعامل مع الأزمات،
وليته كان عدد الضحايا محصورًا،
لكن الواقع يقول غير ذلك.
أمام هذا المشهد القاتم، يصبح العجز عن الاستيعاب ردّ فعلٍ إنسانيًا مفهومًا.
فحين تتكرر الفواجع، وتتبدد المسؤوليات، ويغيب الأفق…
لا يبقى سوى الإحساس المرّ بأن
راه ما بقا ما يعجب.
سعيد عاتيق، فاعل حقوقي وجمعوي
