الأحد 24 نوفمبر 2024
اقتصاد

الغلوسي.. من منع المفتشية العامة للداخلية من فحص ميزانية جماعات أكادير وتارودانت ومراكش التي يسيرها وزراء؟

الغلوسي.. من منع المفتشية العامة للداخلية من فحص ميزانية جماعات أكادير وتارودانت ومراكش التي يسيرها وزراء؟ الغلوسي( يمينا) ورؤساء جماعات: تارودانت( وهبي) واكادير(أخنوش) ومراكش ( المنصوري)
أوقفت وزارة الداخلية مجموعة من المنتخبين عن ممارسة مهامهم  ببعض الجماعات المحلية، وأحالت تقاريرها على القضاء الإداري لعزلهم. يتعلق الأمر برؤساء جماعات ونوابهم ومستشارين. وهي خطوة لايمكن إلا تثمينها واعتبارها تتجاوب مع مطالب المجتمع الهادفة إلى تخليق الحياة العامة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
 
لكن نتمنى أن نرى المفتشية العامة للداخلية، التي اعتمدت تقاريرها في عزل بعض المنتخبين، تقوم بأدوارها على قدم المساواة بين الجماعات وأن لاتستثني جماعات محظوظة يتولى تسييرها أشخاص لهم سلطة ونفوذ وعلاقات متشعبة. ونذكر هنا بالخصوص (جماعة  أكادير ،جماعة تارودانت ،جماعة مراكش )،اذ يجب أن يخضع الجميع على قدم المساواة للقانون دون أي تمييز.
 
ومن دون شك فإن تلك التقارير المنجزة لن يكون لها معنى إذا اقتصرت على تحريك مسطرة العزل دون إحالتها على النيابة العامة لتحريك المتابعات الجنائية ضد المتورطين في جرائم المال العام،متابعات ستكون بدورها قاصرة مالم يعقبها تحريك مسطرة الإشتباه في غسل الاموال وحجز ومصادرة ممتلكاتهم. ذلك أن هناك منتخبون ظهرت عليهم معالم الثراء الفاحش بعدما كانوا لايملكون أي شيء واستعملوا كل الأساليب و"تطاحنوا" من أجل تولي المسؤولية العمومية واستغلال ذلك لقضاء المصالح الشخصية والإستفادة من الريع وبيئة حاضنة للفساد لجمع الثروة المشبوهة.
 
يوجد أيضا في بعض الجماعات موظفون "كبار" يشكلون العلبة السوداء لتلك الجماعات يعرفون كل تفاصيلها،كانوا إلى عهد قريب مجرد أشخاص بسطاء لايملكون حتى السكن، يعيشون على الكفاف وقهرتهم القروض الإستهلاكية. لكن بعد ذلك ومع الوقت، تعلموا الحرفة جيدا وأسسوا شبكات من العلاقات المصلحية بفضل مواقعهم (أقسام التعمير ،الرخص الإقتصادية وغيرها،أقسام الصفقات والميزانية …).وهكذا وبسرعة البرق ظهرت عليهم معالم الثروة، وتحولوا إلى أثرياء يلعنون ايام الفقر والحاجة ،فئة من الموظفين تتعمد أن لا تثير انتباه أحد من خلال تعمد الظهور بملابس عادية جدا "الجوطية" واعتماد خطاب الدروشة والتشكي من الأوضاع وظروف العمل !!
 
هم موظفون امتهنوا "الجزارة" ويطلق عليهم "المنشار " طالع واكل نازل واكل. يرفضون كل محاولات اصلاح الادارة بل ويعرقلون كل الخطوات الرامية إلى ذلك وفي مكتبهم تجد عبارة " الإدارة في خدمة المواطن". يعمقون الفساد والريع في الحياة العامة ويشكلون إلى جانب آخرين في الجماعات المحلية والسلطة شبكات لمقاومة أي إصلاح.
 
على وزارة الداخلية أن تقوم بدورها في تفكيك شبكة الموظفين المتغولين والذين راكموا ثروات مشبوهة ومنهم من أصبح يملك عقارات وأموالا طائلة، وذلك باحالة التقارير على النيابة العامة لتحريك المتابعات الجنائية بما في ذلك تحريك مسطرة الاشتباه في غسل الأموال وحجز ممتلكاتهم وأموالهم ومصادرتها لفائدة الدولة.