6,66 نسبة المشاركة في الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط بالرباط، رقم مخيف ومعبر عن مدى عزوف المواطنين والمواطنات عن العملية الانتخابية بما تحمله من خطر على المسار الديمقراطي بالمغرب، وهو رقم يعبر كذلك عن سخط المواطن وتذمره وفقدانه الثقة في النخب السياسية والأحزاب والمؤسسات، ربما نجح أحدهم لكن أي نجاح هذا في ظل هذه النسبة الهزيلة، رغم سخونة الحملة الانتخابية والتعبئة التي قام بها المرشحين ودعم أحزاب الأغلبية لبعضها البعض، لكن النتيجة مهزلة والنسبة كارثة مجتمعية تدق ناقوس الخطر لواقع مسكوت عنه، ربما سيحتفل حزب الأحرار بفوزه بمقعد بطعم الهزيمة ويؤكدون أنهم مرغوب فيهم والشعب مازال يدعمهم ويخفون النسبة المهزلة، لكن ما وقع بالمحيط بالرباط بداية لخطر يتربص الوطن ويهدد ديمقراطيته ويمس بشرعية مؤسساته، فعن أي شرعية لهذا الفائز بالمقعد وقد صوت عليه أقل من 6 في المئة من الساكنة.

أقول هذا وانا أخاف على وطني من مصير مخيف مالم تجعل الدولة أوليتها إعادة النظر في سياستها ومنهجها الذي تسبب في غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم، وتفقير شعب برمته.

هنيئا لكم بهزيمتكم، هنيئا لكم فقد فزتم عندما جعلتم المواطن يقاطع الانتخابات، وفعلا ساكنة المحيط قدمت درسا لمن يعنيه الأمر فانتبهوا إن غدا لناظره كقريب.

جمعة مباركة بطعم الإنتصار، انتصار شعب على سلطة المال وجشع وتغول سلطة السياسة، زواج المال والسلطة بداية انهيار منظومة المواطنة والمسؤولية والمسار الديمقراطي المغربي .

قد يتبجج البعض بأنها انتخابات جزئية وعادي أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة، لكن يا سادة أن تصل إلى الحضيض فهي ليست انتخابات ولا تعطي أي شرعية لمن فاز بها، فأرجوكم لا تغطوا الشمس بالغربال، ولا تفسروا بما لا يصح تفسيره.

إلهام بلفحيلي، فاعلة حقوقية