احتضنت مدينة سطات، يوم الأحد 21 دجنبر 2025، حفلا تأبينيا مؤثرا تخليدا لذكرى الأربعينية من فقد الفقيدر عبد السلام أبو إبراهيم، نظمته فعاليات من أصدقائه ورفاق دربه، بحضور وازن لشخصيات سياسية وثقافية وجمعوية من مختلف المشارب التقدمية، في لحظة وفاء إنساني ونضالي استثنائية.
وشكل هذا اللقاء محطة لاستحضار مسار حافل بالعطاء، حيث أُعيدت إلى الواجهة سيرة الفقيد الزاخرة في مجالات متعددة، من العمل السياسي والنضال الجمعوي التقدمي، إلى الإسهام في النادي السينمائي، والرياضة، والثقافة، والفنون. وقد تعاقبت شهادات صادقة ومؤثرة قدمها رفاقه وتلامذته وأصدقاؤه، عكست عمق الأثر الذي تركه في محيطه الإنساني والتربوي والثقافي.
وأدار فقرات الحفل حسن نجمي، الاتحادي، والسياسي، والمثقف، والصحفي، والمفكر، الذي أضفى على اللقاء بعدا تاريخيا ووجدانيا، فيما شهدت القاعة حضور شخصيات من مختلف الأحزاب الوطنية التقدمية المنحدرة من رحم الحركة الوطنية، إلى جانب عدد من الفاعلين الذين كان للفقيد فضل في مساراتهم العلمية أو النضالية أو الثقافية.

وتخلل الحفل لحظة بوح مؤثرة للفقيد، من خلال شريط توثيقي سبق أن خصّص له ضمن إحدى دورات المهرجان السينمائي، خلال حفل تكريم سابق. استعاد الفقيد، عبر هذا الشريط، محطات من تاريخه المشرق، مستحضرا بداياته بمدينة سطات، قادما إليها من تافرات رفقة أسرته، حيث تولى، بعد مسار دراسي مشرف، تسيير النشاط التجاري العائلي. وقد عبر الفقيد، باعتزاز كبير، عن تخصيص جزء من هذا الفضاء التجاري لإحداث مكتبة تحولت آنذاك إلى قبلة للطلبة والأساتذة ونخبة من المثقفين، وأسهمت في إشاعة الوعي الثقافي والفكري بالمدينة في زمن كانت فيه المبادرات الذاتية تؤدي أدوارا تأطيرية كبرى.
.jpg)
وقدم هذا الشريط سعيد نظام، رئيس المهرجان السينمائي للهواة بسطات، ورئيس جمعية الفن السابع، التي تعد امتدادا للنادي السينمائي، في إشارة دالة على أن هذه الجمعية ما هي إلا استمرار لرسالة ثقافية كان الفقيد عبد السلام أبو إبراهيم من أبرز مؤسسيها وروادها الأوائل.
الفقيد عبد السلام أبو إبراهيم، الذي كان محل إجماع وتقدير في حياته، استطاع بعد رحيله أن يوحد الصف التقدمي في لحظة تأبينه، في مشهد مؤثر تقشعر له الأبدان، أعاد إلى الذاكرة زمن الحيوية التأطيرية واللقاءات التكوينية، حين كان الفعل السياسي والثقافي يؤدي وظائفه التربوية والتأطيرية،
لقد كان هذا الحفل أكثر من مجرد تأبين؛ كان فعل اعتراف جماعي بقيمة رجل آمن بالفعل الثقافي والسياسي النظيف، وبقوة المبادرة، وبأهمية الإنسان في البناء والذاكرة المشتركة.
رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من عطاء ونضال في ميزان حسناته.
لقد كان هذا الحفل أكثر من مجرد تأبين؛ كان فعل اعتراف جماعي بقيمة رجل آمن بالفعل الثقافي والسياسي النظيف، وبقوة المبادرة، وبأهمية الإنسان في البناء والذاكرة المشتركة.
رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من عطاء ونضال في ميزان حسناته.

