السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

جمال مكماني: ما بين "إني اخترتك يا وطني.." و "مهبول أنا غادي في لوطوروت.."

جمال مكماني: ما بين "إني اخترتك يا وطني.." و "مهبول أنا غادي في لوطوروت.." جمال مكماني
تعتبر فئة الشباب هي الثروة الحقيقية للشعوب، فهي حاضر ومستقبل الأوطان، هي الأمل والطموح الذي تبنى عليه مؤشرات التقدم والازدهار على جميع المستويات. إن هذه الفئة هي الأكثر ديناميكية واستعدادا للانخراط في بناء القيم العليا التي تبنى عليها الأوطان، نظرا للحماس والمطامح والآمال الغير المشروطة والحالمة بلا حدود التي تتميز بها والتي تشيد من داخلها رغبة وإرادة في التغيير عبر الاستعداد الدائم لإغناء القيم الديمقراطية والتقدمية لمناشدة واقع مأمول بشكل أفضل بالارتكاز على التضحية ومواجهة واقع الحال.

لعبت فئة الشباب عبر مختلف المراحل والأزمنة أدوارا أساسية في تحقيق الانتصارات التي أحرزتها الأوطان، فقضية الشباب تلامس في العمق قيم الغيرة على الوطن والدفاع عن المصالح المعنوية والمادية للشعوب؛ لعل خير دليل على ذلك، المهام التاريخية التي أنجزتها الشبيبات الحزبية في مختلف المحطات الوطنية. لقد كانت هذه الفئة على الدوام في مواجهة الأسئلة المزمنة والمقلقة لعصرها والمستوعبة للرسائل المشفرة عبر مختلف اللحظات التاريخية، لقد مثلت بالتالي الفئة الإجتماعية الأكثر تقدما وتوقا للتحرر من قيم الاستيلاب.

لكل ذلك علينا أن نميز ما بين التأطير والتكوين السياسي للشباب المبني على ثقافة الوعي والمشيد لقيم الالتزام والتضامن والرغبة اللامحدودة في إنشاء واقع متجدد لصون كرامة الشباب والشعوب ومناهضا لكل قيم التسليع والاستيلاب يصبح فيه الفن بصفة عامة ومتلقيه في خدمة بناء الإنسان والمعبر عنه بقصائد خالدة مثل رائعة " إني اخترتك يا وطني ..." للمبدع مارسيل خليفة و " واهيا عبد الودود...." للشيخ إمام... وبين التأطير الفارغ من كل محتوى للشباب والمبني على الاستعراض التسليعي وتشييء الانسان وثقافة الاستيلاب وغياب المعنى والمعبر عنها ب " مهبول أنا .. ما عرفت فين غادي"، لقد ردد عالم السياسة الألماني كارل ماركس في إحدى اطروحاته حول فيورباخ " إذا كنا نريد أن نتخلى عن الأوهام المتعلقة بأوضاعنا علينا التخلي عن وضع يكون بحاجة إلى أوهام".