جاءت أمطار الجنوب الشرقي للبلاد رحمة من الله تعالى وأصابت مناطق بلغ بها الخصاص المائي حدا لايطاق، جاءت غيثا طبيعيا من الرحمان ولا يمكن ربطها بأي تدخل بشري و لا بأي برنامج للاستمطار الصناعي كما يريد البعض الإيحاء بذلك ويكفي لنفي تلك العلاقة الوقوف و التأكيد على مايلي :
-هذه الأمطار تعود لحالة جوية تتكرر منذ القدم معروفة المنشأ والامتدادات وقد سبق الحديث عنها بالتفصيل.
-الأرصاد الجوية كمؤسسة وطنية محترمة نفت اي علاقة لهذه الأمطار بعمليات الاستمطار الصناعي واكدت انه لايمكن الاقبال على تلك العمليات في حالة الظواهر القصوى.
-الأرصاد الجوية كمؤسسة وطنية محترمة نفت اي علاقة لهذه الأمطار بعمليات الاستمطار الصناعي واكدت انه لايمكن الاقبال على تلك العمليات في حالة الظواهر القصوى.
-عملية الاستمطار الصناعي في الأصل لم يحصل بشأن نجاعتها اي اتفاق في المجتمع العلمي العالمي ويبقى تقييم هذه النجاعة بشكل دقيق مستحيلا حسب الكثير من الباحثين بفعل استحالة إمكانية إجراء المقارنة حيث أن أي سحابة لاتوجد اخرى تشبهها تماما لنعتبرها شاهدا في المقارنة لكي نتيقن هل المطر المحصل هو بالفعل نتيجة التلقيح المنجز ام أن هذه السحابة كانت ستمطر أصلا علما أن عمليات الاستمطار تستهدف في الأصل الغيوم القابلة للإمطار .
هذا الانطباع اكدته أكاديمية العلوم الأمريكية بعد أن فحصت ما يناهز 800 دراسة أنجزت ارتباطا بنجاعة تلقيح السحب.
- وحتى في حالة الحديث عن نجاعة العملية ففي أحسن الأحوال فإن أفضل النتائج المحصلة حسب بعض البحوث لا تتجاوز 10 إلى 15% من الزيادة في الإمطار .
- على المستوى الوطني فتبقى العملية محدودة من حيث الامكانيات المتاحة حيث تستخدم فيها طائرتان فقط مع استعمال 20 مولدا في محطات ثابتة وثلاثة مولدات اخرى متحركة ولا تغطي بالتالي الا القليل من التراب الوطني حتى بعد اضافة أربعة محطات اخرى مستقبلا وهذا مع العلم أن أغلب المناطق التي شهدت تهاطل الأمطار الاخيرة غير معنية بتمركز هذه المحطات أصلا.
- ايضا هذه التساقطات الغزيرة والقوية والممتدة في المكان والزمان لايمكن أن تعود إلى هذه العملية وفق ما تم توضيحه ارتباطا بمحدودية نجاعتها عموما وبمحدودية الامكانيات المعتمدة وطنيا ولكونها تتم بشكل موضعي محلي محدود جدا لايمكن أن تكون له نتائج على نطاق واسع مثل النطاق الذي شملته التساقطات الاخيرة الممتدة على حيز جغرافي شاسع وهمت حتى تراب بلدان أخرى.
- أما ما يرتبط بما أعلن من ميزانيات جديدة تخصص لهذا البرنامج تصل الى 100 مليون درهم فإنها في الحقيقة لاتمثل شيئا كبيرا في ميزان مثل هذه البرامج مع العلم أن طائرة من نوع King air 200 التي يمتلك فيها المغرب واحدة يصل ثمن اقتنائها إلى ما يناهز 67 مليون درهم وثمن الطائرة الأخرى التي هي من نوع Alpha jet يصل إلى 97 مليون درهم يعني ما يماثل إجمالي هذه الميزانية المتحدث عنها.
كل هذا لايعني التنقيص من البرنامج الوطني المعتمد الذي هو برنامج "غيث و الذي انطلق منذ 1984 وراكم من التجارب والخبرات ما يجعل بلادنا رائدا على الصعيد الافريقي وبوأها مكانة متقدمة جهويا في هذا المجال الاستراتيجي الحساس ولكن فقط نقدم هذه المعطيات بشكل موضوعي للتأكيد على أن مثل هذه العمليات لايمكن أن تكون وراء دينامية جوية وتساقطات من حجم التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي هذه الأيام وايضا لجعل الأمور في نصابها حتى لا يحاول احد الإيحاء بغير ذلك ومحاولة تقديم مثل هذه الأمطار كنتاج إجراء مبرمج ومخطط له.