السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

سعيد عتيق: كماشة تطاردنا وحراسنا تواروا علينا

سعيد عتيق: كماشة تطاردنا وحراسنا تواروا علينا سعيد عتيق
لعل ما أقدم عليه وزير العدل في إطار مراجعة القانون الجنائي من جهة، وما تناثر من شظايا الحكومة الحالية على عموم المواطنين طيلة ثلاث سنوات أكيد له أسباب و دوافع .
قد تكون كثيرة تلكم الأسباب وقد تختلف كما يكون لبعضها مسوغات ولا نجد لها أثرا في أخريات ...
لكن، وحسب تقديري وأنا مثقل بهموم هذا الوطن الجريح فإن السبب الرئيسي لهذا " التفرعين الوهبي وفتوة كل حكومي هو الفراغ المهول الذي تعاني منه البلاد. 
وإذ أقول الفراغ فإنما من حيث غياب جبهة قوية منيعة صلبة مواطنة حاملة لمشروع مجتمعي هدفه تفعيل التشاركية الحقيقية في عملية البناء والنماء.
بناء وطن وبناء مجتمع قوي ينافس على أكبر مستوى وأعلى السقوف. 
تلكم الجبهة الغائبة المغيبة الميتة والمحنطة تركت فراغا أمام شرعنة كل شيء وفعل كل شيء والدوس على كل شيء.
جبهة كان من اللازم بل ومن البديهي أن تنقش اسمها وعنوانها داخل خريطة الوطن جنبا لجنب مع الشعب وأصحاب المال والقرار .
أين الأكاديميون؟
أين المحامون والأطباء والمهندسون والجامعيون؟
أين أصحاب الفكر والرأي؟
أين هي جوقة النقابيين والحقوقيين والسياسيين حاملي المشاريع والرؤى؟
أين هو صمام الأمان الذي يضمن توازنا حقيقيا وفعالا في كل المجتمعات التي نريد "التنقاااز" على مستواها بلااا حيااا بلااا حشمة؟
الطبيب والمهندس والمحامي كثير منهم يتحولون لـ "طاشرونات" مجرد غلق مكاتبهم ...
أين دور هذه الفئات وغيرها ممن أداروا ظهورهم لرسالتهم وواجبهم في التصدي لكل ما يمس أمن البلاد والعباد؟
أين هي تلك الطبقة المعول عليها رد الهزات والارتدادات الآتية من الفوق وكبح فرامل كل انفلات من تحت؟
لقد تناثرت أجزاء صمام الأمان إربا إربا وضربها ب "سلته" وترك الوطن في مهب الريح ...
تملص من حماية المواطنين وتركهم فاااص أ فاااص مع اللارحمة واللامعقول واللاقانون واللادستور واللأإنسانية .
صمام الأمان تحول لمنتهك حقوق الأمة عن بعد ومن دون أن نحس بوخزه ولو هو فاعل ضليع.
أكان وزير العدل يجرؤ على ما دأب عليه منذ اليوم الأول من التاااويزاريت لو كان يعلم أن للوطن صمام أمان قوي وموازي من مفكرين ومحامين ونقابيبن وغيرهم ممن يشكلون الطبقة الوسطى ؟
لا مبرر لها بااأش " تخوي التيراااان" بحجة التضييق وكثير من الأسباب وهي معقولة وواقعية، لكن أين أدوارها وواجباتها في الذود على مكانتها ووضعيتها الطبيعية ؟
أين الإستماتة والمجابهة للفوز بالتيتر ديال هذه الطبقة؟
إن أسباب وعوامل الضبابية التي جثمت ولازالت ترخي بعتمتها على الوطن كثيرة ومتداخلة لكن اكيد ما جعل المسؤولين "يتباااوردووو كما يحلو لهم هو غياب وتغيب الحارس الأمين وشغور الحيز المكاني والزماني لصمام الأمان الذي أفسح المجال كله لعلية القوم دون رادع ولا مجابهة في إطار التدافع الشرعي والقانوني .
هل نعيش بلا صمام أمان ؟
وهل يعيش معنا الكل في غياب التوازن الحقيقي؟
قد ننجرف جميعا وحينها لن تنفع ندامة ولو قال وهبي يومها :
 ياليتني ما فعلت ماااا فعلت وقال المتوارون ياليتنا ما غبنا وتغيبنا...
سعيد عتيق، حقوقي