السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: 19غشت.. اليوم العالمي للعمل الإنساني

خليل البخاري: 19غشت.. اليوم العالمي للعمل الإنساني خليل البخاري

يحتفل المنتظم الدولي كل 19 غشت من كل سنة باليوم العالمي للعمل الإنساني. وقد أعلنت هيئة الأمم المتحدة ولأول مرة الاحتفال باليوم العالمي للعمل في سنة2003 لإحياء ذكرى وفاة حوالي 22فردا بنفر هيئة الأمم المتحدة بالعراق.

 

ويهدف هذا الاحتفال الأممي إلى تكريم كل الذين فقدوا حياتهم خدمة الإنسانية ولأولئك الذين يقدمون خدمات جليلة في سبيل إغاثة الملايين من البشر. كما يسعى الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني إلى لفت الانتباه إلى الاحتياجات الإنسانية في جميع قارات العالم وأهمية التعاون الدولي في تلبية الاحتياجات الأساسية. كما يمثل الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني رسالة إنسانية عالمية وسنوية لإعلاء قيم العطاء وفرصة لتعزيز قيم التسامح والإخاء الإنساني.

 

ويمثل كذلك دعوة لكافة الدول والشعوب بضرورة نشر السلام الدولي من أجل حماية حقوق الأشخاص خاصة أطفال غزة الذين يفتقرون للمتطلبات الأساسية التي تضمن بقاءهم على أرض غزة من رعاية صحية وملابس ومياه ..فما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس من تدمير وتجويع يؤدي إلى وفاة عدد كبير من أهالي قطاع غزة ويجعل مكانهم خاليا من الأمان والاستقرار.

 

علينا بهذه المناسبة الدولية ان نتشبث بالتضامن مع المواطنين ضحايا الانتهاكات وذلك عبر الاشتراك في رسل الإنسانية من خلال التبرع بالدم او لتقديم الدعم الغذائي لمن هو في حاجة ماسة اليه والى كل الذين يعانون الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي بالوسطين الريفي والحضري.

 

ان العاملين في مجال العمل الإنساني يسعون جاهدين لتقديم المساعدة المنقذة للأرواح وإعادة التأهيل طويل الأجل للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية والزلازل والبراكين والأوبئة اضافة الى الحروب.

 

وبصرف النظر عن مكانها في العالم وبدون تمييز على اساس الجنسية أو الفئة الاجتماعية او الدين او اي عامل آخر. وتقوم المساعدة الإنسانية على مجموعة من المبادئ النبيلة منها النزاهة والاستقلال.

 

فمعظم الذين يشتغلون في مجال العمل الإنساني موظفين دوليين او في المجتمع المدني او تابعين للقطاع العمومي، ينبغي أن نقدم لهم كل التقدير والاحترام.

 

إن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني يراد منه حشد الدعم للمتضررين في جميع أنحاء العالم..وتبقى جائحة كورونا في مقدمة الأزمات التي اجتاحت العالم .وكان من تداعياتها انتشار العمل الإنساني ومؤازرة كل المحتاجين والضعفاء والمهمشين.

 

إن العمل الإنساني يسهم في نهوض المجتمع من كبواته والأهم من ذلك أن يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي ويزيد من تماسك أبنائه انتمائهم للمجتمع.

 

كما أن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هو احتفاء وتقدير لكل الذين يساعدون الضعفاء ويمثل كذلك فرصة سانحة للتعبير عن صدق ونبل الخدمات التي يقدمها كل العاملين في الخدمات الإنسانية النبيلة وفي مقدمتهم رجال الوقاية المدنية والإغاثة والمحسنين وإبطال الصحة. هؤلاء على سبيل المثال ستجدون في قلب العمل الإنساني لاسيما في حالات الكوارث الطبيعية. وعلينا أن نعترف بتضحياتهم وبدورهم البطولي.

 

وصفوة القول، ان اليد التي تبني والتي تحتضن الآخرين، والقلب الذي يلتمس أوجاعهم، فيعمل بجهد مستمر وعزيمة ترافقه في كل خطوة، هو قلب وحياة تستحق منا كل التقدير.

 

إن العمل الإنساني هو لغة مشتركة للتضامن والتآخي بين البشر، لا تعرف هوية أو عرقا او دينا.

 

وصفوة القول، الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني ليس مجرد واجب بل هو استثمار في مستقبل أفضل للبشرية جمعان.

 

 

خليل البخاري، أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا