منذ تأسيس الكيان الصهيوني النازي في فلسطين، مر بتطورات سياسية واجتماعية معقدة في فتراتها المختلفة مزيجا من الايديولوجيات الصهيونية المختلفة والتي تراوحت بين اليسار العلماني واليمين الديني القومي. لكن العقود الأخيرة، شهدت تحولات مهمة في مشهدعا السياسي ابرزها صعود اليمين المتطرف وتآكل أي قيم ديمقراطية مزعومة كانت تسوق عادة على أنها من الهوية الوطنية .
إن المشروع الإستيطاني في فلسطين تأسس على أساس الصهيونية وهي إيديولوجية قومية يهودية سعت إلى إقامة دولة يهودية أستعمارية في فلسطين التاريخية. وآنطوت هذه الايديولوجية في بداياتها على عناصر علمانية ليبرالية . لكن الصهيونية تخلصت مع مرور الوقت من اي عناصر من هذا القبيل نحو شكل اكثر تطرفا من القومية الدينية الإقصائية.
إن اليمين المتطرف الذي يحكم الآن في فلسطين المحتلة تبنى مواقف اكثر وحشية تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض ورفض أي حلول سلمية تتضمن تنازلات اقليمية وسياسية حتى مع ضآلة هذه التنازلات مقارنة بالتنازلات الفلسطينية. إن توجهات اليمين تسير منذ مدة نحو الفاشية . فقد احتل الاراضي الفلسطينية وضم أجزاء مهمة من الضفة الغربية وخرق القانون الدولي بدعم من اتفاقيات أوسلو ودعم مستمر من الولايات المتحدة الأمريكية. كما استخدم القوة والابادة الجماعية وخرب كل المرافق الحيوية كان آخرها المؤسسات التعليمية . واعتمد سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي والاعتقالات والاغتيالات.
إن ما تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني الفاشي أدى بها إلى عزلة متزايدة واحتفالات تزايد الضغوط الدولية والمنظمات الحقوقية كما أظهر بوضوح جوهر الكيان الصهيوني كنظام عنصري نازي قمعي ومستعد وغير ديمقراطي ..كل هذا ستكون له تبعات خطيرة غلى منطقة الشرق الاوسط بل على العالم كله.
إن ما تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني في قطاع غزة من مجازر وحشية في صفوف النساء و الأطفال ماهو إلا تعبير عن الأزمة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي والتي سوف تؤدي حتما إلى آنهيار المشروع الصهيوني لايقوى ذكاء في العالم على منعه.
وصفوة القول، فإسرائيل ماهي إلا قاعدة عسكرية أوربية أمريكية وضع استراتيجيتها كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقينوحتى القادمين. فإسرائيل تستخدم كل الادوات والطرق لتحقيق أهدافها بالاتصالات او العمليات النوعية. وتمارس الكذب والإفتراء والدعاية المضادة لإعاد تهم الإبادة والقتل العمد للمدنيين وتبرير التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية.
خليل البخاري، أستاذ مادة التاريخ / المغرب