الأربعاء 27 نوفمبر 2024
سياسة

المرزوقي: ذاك الـشبـل.. من ذلك الأسد... عن الجد.. والابن.. والحفيد.. أحدثكم

المرزوقي: ذاك الـشبـل.. من ذلك الأسد... عن الجد.. والابن.. والحفيد.. أحدثكم بنيونس المرزوقي والفقيدان محمد الخامس والحسن الثاني والملك محمد السادس

18 نوفمبر.. 3 مارس.. 30 يوليوز..

من 1934 إلى 2024..

90 سنة من الاحتفال بعيد العرش..

90 سنة من البناء المتواصل..

من مرحلة الجهاد الأصغر..

للجهاد الأكبر..

لترسيخ دولة الحق والقانون..

تواريخ ومراحل مختلفة.. لكن الهدف واحد..

ومهما اختلفت التسميات.

 

أولا.. عن الجد

لم يكن صدفة أن 18 نوفمبر.. الذي كان عيد عرش المرحوم محمد الخامس..

تحول إلى مناسبة للاحتفال بعيد استقلال البلاد..

فرض الوطنيون على السلطات الاستعمارية الاحتفالَ به..

فناضلوا من أجل ذلك من عام 1927.. لغاية ما تم أول احتفال في عام 1934..

ملك ثار إلى جانب شعبه.. وكاد أن يخسر عرش أسلافه..

مفضلا العيش بجانب شعبه.. حرا مستقلا..

على الاستفادة من نِعَمِ الحماية.. تحت نير الاستعمار.

 

ثانيا.. عن الأب

خلفه ابنه في ظروف صعبة..

مخلفات الاستعمار.. جو الحرب الباردة والاستقطاب الثنائي..

صراعات حزبية لا تنتهي.. حياة برلمانية مُجهضة.. حالة استثناء..

ومحاولتي انقلاب..

لكن كل ذلك لم يَحُل دون العمل على استكمال الوحدة الترابية..

..

لنُلاحظ تسلسل التواريخ..

مارس 1956.. استقلال المنطقة التي خضعت للحماية الفرنسية..

أبريل 1956.. الاستقلال عن الحماية الإسبانية في شمال البلاد..

أكتوبر 1956.. استرجاع منطقة طنجة وإنهاء الوضع الدولي..

1958.. استرجاع طرفاية من الاستعمار الإسباني

1969.. استرجاع سيدي إيفني من الاستعمار الإسباني..

1975.. استرجاع الساقية الحمراء...

1979.. استرجاع واد الذهب..

تسلسل التواريخ يدل على خيط ناظم..

سار الشبل على خطى الأسد..

فتحول بدوره لأسد.

 

ثالثا.. عن الحفيد

الوحدة الوطنية والترابية لم تكن لتحجب التفاعل مع تطلعات الشعب..

الوحدة.. تتزامن مع التنمية ومع الديمقراطية..

كانت الجرعات مختلفة..

لكن مع العهد الجديد.. تم رفع الوتيرة لدرجة أنه..

في 12 سنة فقط..

تحقق ما كلف بلادنا من 1963.. تاريخ التجربة الدستورية الأولى..

لغاية 2011.. تاريخ إنهاء تجربة دستور 1996..

..

لقد تبين أن الشبل وُلِدَ أسدا..

يكفي التمعن في الفترة الفاصلة ما بين مرحلتين..

من إحداث حركة 20 فبراير 2011..

إلى الخطاب الملكي التاريخي 9 مارس 2011..

17 يوما..

أسرع تفاعل دستوري في التاريخ.

 

رابعا.. التجربة المغربية في محيطها الإقليمي

في منطقة جغرافية واسعة من العالم..

تفوق مساحتها 13 مليون كلم مربع..

مع تعداد سكاني يفوق 420 مليون نسمة..

لا تهم التسمية.. الوطن العربي أو العالم العربي..

أو حتى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..

فالمهم هو أنه داخل كل هذا المجال..

لا زالت الأوضاع جامدة..

وحده المغرب يتحرك..

..

في تونس.. كانت الأحداث قد اندلعت مع نهاية 2010..

ولم يصدر الدستور إلا سنة 2014.. ليعرف تعديلات جوهرية سنة 2022..

مصر.. راوحت مكانها رغم "ثورة" واسعة..

الجزائر.. تدور في حلقة دستورية مفرغة..

بشكل جعلها تُدستر الوزير الأول ورئيس الحكومة معا..

موريتانيا.. قامت بخطوات محتشمة..

دول أخرى.. دخلت دوامة العنف والحرب الأهلية..

ليبيا.. اليمن.. سوريا..

العراق لا زال جريحا..

لبنان.. تدهورت أحواله..

دول الخليج بقيت في موضعها..

السعودية.. الإمارات.. البحرين.. الكويت.. اليمن.. قطر.. عمان..

باقي الدول.. لم نعُد نسمع عن تطورات ديمقراطية بها..

السودان.. الصومال.. جيبوتي.. جزر القمر..

فلسطين.. لها أولوية مواجهة إسرائيل على الشأن الداخلي..

الأردن وحدها قامت بخطوات هامة..

لكنها لم تصل الدرجة التي وصلها المغرب..

..

كان المقصود من هذا التوضيح..

وضع التطورات الدستورية والسياسية بالمغرب..

ضمن نطق جغرافي أوسع..

حتى تتوضح الصورة..

..

ومن 2011 إلى الآن..

توالت الأوراش الكبرى..

لنَقْلِ المغرب من اقتصاد ناشئ..

إلى اقتصاد مندمج في الاقتصاد العالمي..

صناعيا.. تجاريا.. فلاحيا.. رياضيا.. ماليا..

وغير ذلك كثير..

..

ألم أقل لكم أن هذا الشبل وُلِدَ أسدا؟

 

بنيونس المرزوقي، أستاذ باحث بكلية الحقوق وجدة