الأربعاء 26 يونيو 2024
سياسة

بسبب أزمة هوية.. الرئيس الجزائري يسطو على السلهام المغربي والدشداشة الخليجية

بسبب أزمة هوية.. الرئيس الجزائري يسطو على السلهام المغربي والدشداشة الخليجية الرئيس عبد المجيد تبون لم يكتف بسرقة السلهام المغربي، بل سرق حتى الدشداشة الخليجية
لم ترتجف أي شعرة في مفرق رأس دمية العسكر الجزائري، "الرئيس عبد المجيد تبون"، وهو يصلي صلاة عيد الأضحى بالسلهام المغربي، أو ما اعتدنا على تسميته محليا "السلهام المخزني"، وهو لباس عريق عراقة الدولة المغربية، إذ يكفي إلقاء نظرة على صور الملوك والسلاطين المغارية عبر التاريخ، ومنذ أحمد المنصور الذهبي، حتى يتأكد من يحتاج إلى تأكيد أن تبون يريد وضع اليد على ما ليس له، ولا لدولة اللصوص و"البانضية" التي لا شغل لها ولا شاغل إلا المغرب وتراثه وثقافته ومؤسساته وجباله وأنهاره وعلماءه ومثقفيه ومفكريه، في منحى مرضي يثير سخرية العالم.
 
لن نحيل شنقريحه (الزعيم الفعلي لعصابة الجزائر) وتبونه وعسكره إلى ما كتبه الكاتب الفرنسي الشهير بيير لوتي سنة 1889 حول لباس السلطان الحسن الأول، وكيف أمعن في وصف سلهامه المخرني، ولن نحيلهم إلى ما كتبه الرحالة الأوروبيين الألمان الذين زاروا المغرب، ودخلوا البلاط الملكي، وسكنوا بيوت الوجهاء والأعيان وساروا في الدروب والأسواق، لأن "الحب الممنوع" لكل ما هو مغربي وصل بـ"قادة" العسكر الجزائري وأشياعهم من المتملقين إلى حافة الحمق المبين، فهم بعد أن استعذبوا سرقة "الجغرافيا" بمساعدة استعمارية كبيرة من أمهم فرنسا، ها هو يمدون العين إلى التاريخ ليسرقوا ما ليس لهم. وليس هذا غريبا عن أولاد البراري والقفار وأراضي الشيح والريح، الذين يظنون أن كل ما في العالم ملك رغباتهم وأياديهم وتاريخهم الذي يعاني من فراغ هائل.
 
وهذا ليس غريبا على من يعتبر جبل توبقال جزائريا، وجامع الكتبية جزائريا، وأسود الأطلس جزائرية، وبونو جزائريا، وابن بطوطة جزائريا، ولا ينقصهم إلا أن يعتبروا الرباط ومراكش وفاس وطنجة والدار البيضاء مدنا جزائرية.
 
ولم يكتف بسرقة السلهام المغربي، بل سرق حتى الدشداشة الخليجية (القميص)، ولا ينقصه إلا العقال والحطة واليشماغ، ولا نعرف إن من أي دولة سرق السروال والجوارب والحزام والتبان. ولعمري، إننا لا نفهم جيدا إقدام "الرئيس" على سرقة القميص الخليجي، ربما لأنه يعتبر أن الخليج مقاطعة أو ولاية تابعة لـ"الإمبراطورية الجزائرية العظمى" التي يحلم بها شنقريحه، ولا ضير من سرقة اللباس الخليجي ما دام سيدخل في نطاق حكم القوة الضاربة التي علمت الإغريق وأوروبا بأسرها معنى الديمقراطية، وهذا ليس بغريب عن دولة مغلوبة ومضطهدة ومقموعة تاريخيا، وتحلم بأن تكون غالبة وزعيمة ومتقدمة دون أن يكون لها القدرة على التنازع خارج الاستعراض الحربي، وخارج ثروة "الغاز. كما لا نفهم، أيضا، التركيبة السايكولوجية لهذا القائد "الهوكاوي" الذي يصر على اقتفاء كل ما هو مغربي بينما يعلن على رؤوس الأشهاد أنه "عدو أصلي" للمغرب، ويحرض كل الجزائريين على أن يصبحوا مثله حتى تستقيم جزائريتهم. وحسبنا أن نقول له كما صرخ الشاعر محمود درويش ذات ضيق: "ارحمونا من هذا الحب". كما نقول له: "إذا كنت تكره المغرب، فما عليك إلا أن تحترم المسافة المطلوبة بينك وبين تراثه الحضاري، وأن تنافس تنافس المقتدرين، بدل أن تنافس رغبتك الدفينة في السطو !"، ولقد كان الملك الراحل محقا حين قال: "فليعلم الناس مع من حشرنا الله في الجوار" !