السبت 27 يوليو 2024
كتاب الرأي

يوسف لهلالي: نحكي المغرب للعالم

يوسف لهلالي: نحكي المغرب للعالم يوسف لهلالي

نحكي المغرب للعالم، هكذا يمكننا ان نسمي  معرض الكتاب الدولي بالرباط هذه السنة، في هذ المغرب يحكي كتاب وكاتبات مغاربة  مغربهم لنا وللعالم،  يحكي مغاربة العالم  أيضا مغربهم، ذاكرتهم، التي تكون  دائما مليئة بالعاطفة والحنين الى ماضي في اغلب الأحيان مثالي عن الطفولة والعائلة الممتدة التي احتضنتهم في المغرب في مختلف ارجائه، كان هذا هو الشعور الذي رافقني عند الدخول الى بوابة المعرض الدولي للكتاب، من اجل البحث عن زمن ربما  ضائع، ربما مثالي، في عالم اصبح بعض رواد التواصل الاجتماعي اصبحوا كتابا ومبدعين ومفكرين وحتى فلاسفة في عالم افتراضي. كانت وجهتي الأولى كمغربي مقيم بالخارج هو رواق مجلس  الجالية  الذي يعتبر اليوم  محطة ضرورية في هذا المعرض، والذي ينشر سنويا عددا محترما من الكتب والدراسات حول مغاربة العالم، رئيسه ادريس اليازمي  هو رجل  مهووس بالثقافة والكتاب، لهذا اختارا شعارا لمشاركة المجلس هذه السنة  حول " نكتب المغرب ، نحكي العالم" وهو عنوان  ربما يصلح ان يكون  عنوانا لهذا المعرض، طبعا  هناك دائما الجديد،  هذه المرة حول نساء الريف، القويات المقاومات اللواتي تحدث عنهن امرأة استثنائية ومتميزة في الهجرة، فاتحة السعيدي، اختارت الحكي عن نساء الهجرتين، الهجرة نحو الجزائر الفرنسية والطرد من طرف  من انقلبوا عن الثورة الجزائرية واكلوا  رصيدها الرمزي.

 تحكي فتيحة من خلال هاته النساء  عن ظلم دوي القربي والهجرة ،عن أحداث الريف، عن توره عبد الكريم عن سنوات الرصاص وعن الهجرة ببلجيكا، هي هجرة متعددة  الإبعاد وهي هجرة مغربية استثنائية  لنساء استثنائيات.

طبعا لدى رئيس المجلس دائما الجديد، حدثني اليوم عن  البروفيسور عمر مبو، هو  طاقة علمية استثنائية في مجال العلوم الإنسانية، يهتم بالاقليات وبتاريخها ، بذاكرتها  المغربية و المنسية، بتاريخ قديم جديد. وقدم كتابه "اخر الرقاصين" وهو حول اب  عمر بوم  فرجي  الذي كان رقاصا بمدينة المحاميد، تحدث الكاتب عن  هذا المغرب  لابنته  ماجدولين ، عن جزء من تاريخ الاسرة وترايخ المنطقة وتاريخ المغرب,  رجل  لا يمكن الا الإنصات اليه والى تجربته في الجامعة الامريكية التي أصبحت اليوم تشكل الإعجاب من خلال هذا التضامن المشرف مع الفلسطينيين. فلسطين التي اختارها عبد الحميد الجماهري ان يخصها بعمله الأخير، ان يعود  الى هذا الجرح  لدى المثقفين المغاربة والى قضيتهم أمام هذا الجنون الصهيوني الذي يريد القضاء على كل امل السلام وكما بني مند أوسلو وقبلها، انه جنوب من اجل احراق كل شيء ، رغم زخم العمل الصحفي اليومي  الجماهري لم ينس التعبير الشاعري عن هذه الماسات الإنسانية والعربية.

هذا الصباح من المفترض ان ازور المعرض، لكن ذاكرة أخرى أخذتني الى الدار البيضاء، من على شرفة محكمة الدار البيضاء  في هذه الساحة التي تصورها ليوطي لتكون مركز مؤسسات المدينة، ليطل من شرفته  على  ساحة المدنية ومركز قوتها، اليوم  رغم تصاعد مركز المغرب بالقارة السمراء مازالت الدار البيضاء قطبه الاقتصادي .رحل ليوطي عن الدار البيضاء ، ولم ير مسرح الدار البيضاء الكبير الذي يشغل الفضاء الغربي لساحة.

هذا جزء من التاريخ  والذاكرة التي شغلتني  من خلال نقاش مع الأستاذ والشاعر محمد الصابر، الذي تبادت الحديث عن ديوانه"يغنون وهم يفكون  القمر من شباك الصيد" الذي  تتحدث بعض قصائده  عن ذاكرة الثانوي  بابن العوام بعين السبع  التي تقسامنا ردهات  اقسامها  رغم فاصل الجيل وحضورها في ديوانه الأخير .... لكن قاطعما زميل له عن غياب معرض الكتاب ورحيله الى العاصمة الرباط  ومشروعية هذا القرار وسكوت مثقفي البيضاء، هل فعلا صمتوا ام ان العاصمة السياسية قررت اخذه وذاكرته.

شاب سعودي أسامة المسلم اثأر مروره  جدلا  بالمعرض الدولي للكتاب ،وبين قدرة وسائل التواصل الاجتاعي على خلق النجومية و  قدرته على جدب مئات الشباب المغاربة نحو المعرض للحصول على توقيع لروايته ، جميل يقول صديقي عبد الرزاق الحنوشي، لانه في السابق كان فقط  الغناء من له هذه القدرة على جدب  هذا العدد من  الشباب. طبعا عبد الرزاق هو كاتب متميز أيضا ، استطاع من خلال كتاب حول مؤسسة دستورية جدب المئات من المهتمين رغم انم الموضوع غير مثير، هذه المرة بالمعرض اختار الحديث عن احد أعلام الذاكرة المغربية رفقته زميله جمال المحافظ، والحديث عن محمد الحيحي ذاكرة حياة ، و احد اكبر مربي أجيال ما بعد الاستقلال ، اليوم اللقاء مع حراس الذاكرة المغربية المشرقة والتقدمية بما كان الكلمة من معنى  القرن الماضي. لكن الحضور كان بقيمة الرجل، التوقيع دام اكثر من ساعتين، الندوة حول الكتاب كانت  متميزة بالحضور لكتاب يمتد على اكثر من 400 صفحة وازيد من 50 شهادة حول هذا المربي الاستثنائي في تاريخ المغرب المعاصر.

كنت أيضا سعيدا بلقاء عدد كبير من الوجوه التي تشكل المشهد الثقافي  والفكري بالمغرب، وكنت سعيدا بلقاء الأستاذ محمد الصديقي، الذي ظل  وفيا لحضور مختلف ندوات المعرض.

الروائية المغربية المقيمة بألمانيا ريم نجمي  قدمت  "العشيق السري لفراو ميركل" بحضور  الشاعر والصحفي محمد مسعاد الذي تساءل عن انتمائها  للادب المهاجر وعو الهوية.

نقرأ في غلاف الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية أنها رواية مهاجرة في هذا الإطار تساءل الصحفي بشبكة دوتش فيله محمد مسعاد عن الانتماء الأدبي لريم نجمي وهل يمكن القول بأنها تنتمي للأدب المهاجر في ألمانيا؟

هناك  أيضا ذاكرة حرمة باهي، وهي ذاكرة رعتها خلف أصدقاء باهي بباريس، اليوم انتقلت المعركة  الى ذاكرة باهي نحو المغرب، وعباس بودرقة احد حراس هذه الذاكرة من خلال كتابه الأخير  حول الباهي .

في المساء ، كان علي ان اعتذر  لمخرج فلم مورا، الذي  ساهم بنقل  ألاف العمال الى المصانع والمناجم  الفرنسية، واثر باختياراته  على شكل الهجرة المغربية  نحوز فرنسا وعلى جيلها الأول ، اليوم تغيرت ولم تبق الا ذاكرة موظف الشؤون الأهلية مورا، وهؤلاء الشباب الدين يحرصون  على ذاكرته من خلال هذا الوثيقة.