الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: نزاع قمصان نهضة بركان.. على المغاربة عدم بيع جلد الذئب قبل قتله

محمد شروق: نزاع قمصان نهضة بركان.. على المغاربة عدم بيع جلد الذئب قبل قتله محمد شروق
لكرة القدم المغربية ككل ذكريات وحكايات سيئة مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ عهد الرئيس السابق عيسى حياتو ومن كان قبله.

الحكايات تبدأ منذ سنة 1973 لما تعرض المنتخب المغربي لمجزرة حقيقية بدولة الزايير (الكونغو الديمقراطية) في مباراة بمناسبة إقصائيات كأس العالم 1974. أصدقاء فرس انهزموا أمام التحكيم ب 3.0، بعدها رفض المغرب استضافة مباراة الإياب، وتأهل منتخب الزايير إلى دورة ألمانيا الغربية بمباركة من الاتحاد.

في سنة 1986، في كأس أمم أفريقيا بمصر، تم سحب ورقة صفراء ثانية ضد اللاعب المصري طاهر أبو زيد كي يلعب مباراة نصف نهاية كأس أمم أفريقيا ضد منتخب المغرب، بل هو من وقع هدف تأهل الفراعنة إلى النهاية.

في 2015، رفضت المملكة المغربية استضافة كأس أمم أفريقيا بسبب تفشي وباء إيبولا، ولم يقبل الكاف جميع دفوعات المغرب، فتمت معاقبته بالحرمان من المشاركة في النسختين المقبلتين آنذاك من كأس الأمم (2017 و2019)، مع فرض غرامة مالية قدرها مليون دولار، والمطالبة بدفع حوالي ثمانية ملايين يورو لتعويض أضرار تسبب فيها للاتحاد الأفريقي ولشركائه.
وهكذا تم نقل البطولة إلى غينيا الاستوائية في اللحظة الأخيرة.

وبالأمس القريب (2019)، خسر الوداد الرياضي كأس عصبة الأبطال لفائدة الترجي التونسي في مباراة شهيرة احتضنها ملعب رادس سنة 2019، كان بطلها الفار.

علما أن رئيس الاتحاد الأفريقي كان حاضرا بالملعب وشاهد بأم عينيه ماوقع من تغييب  لتقنية الفار.
وفي السنة الماضية، 2023، لم يسافر المنتخب المغربي للمحليين إلى الجزائر للمشاركة في البطولة، لأنه كان يطالب بتوفير رحلة مباشرة إلى الديار الجزائرية بمبرر أن الخطوط الملكية المغربية هي الناقل الحصري للمنتخبات الوطنية المغربية.

وفي حفل افتتاح البطولة، تهجم حفيد نيلسون مانديلا مباشرة على المغرب، وتحريضا واضحا ضد وحدته الترابية.. لكن اكتفى ال"كاف" بتوجيه إنذار للاتحاد الجزائري لكرة القدم، مع دعوة كافة الاتحادات بعدم تكرار مثل هذه الأمور.

هذا دون مع الإشارة إلى  الاعتداء الذي تعرض لاعبو منتخب المغرب لأقل من 17 سنة بالجزائر، وقبله رفض رفع العلم المغربي في مباراة للوداد هناك.

اليوم نتابع أزمة سياسية بين المغرب والجزائر بسبب مصادرة قمصان فريق نهضة بركان أثناء وصولهم لمطار الهواري بومدين بالعاصمة الجزائر، رافضة إرجاعها للفريق المغربي، والسماح له بارتدائها في المباراة ضد اتحاد العاصمة برسم نصف نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم.
كل هذه الأزمة المفتعلة بسبب أن قميص الفريق البركاني يحمل صورة لخريطة المغرب.

ورغم أن الاتحاد الأفريقي طالب بتمكين الفريق المغربي من أقمصته، وأصدر بلاغين لصالحه، إلا أنه بعد إلغاء المباراة يوم السبت 20 أبريل، تم الإعلان أن الملف سيحال على الجهات المختصة. وهنا بيت القصيد، لأن مطبخ الاتحاد الأفريقي مازال يضم أعضاء من الحرس القديم المضاد لمصالح المغرب.

ورغم أن خرق الجزائر للقانون، خاصة موافقة الاتحاد الأفريقي مسبقا على قميص الفريق المغربي، ولعب به عدة مباريات قارية، فإن الوجبة التي يتم إعدادها داخل مطبخ الاتحاد قد تكون مفاجئة لكل التوقعات المغربية، لدخول عدة اعتبارات فوق رياضية فوق قانونية.

لننتظر وعلينا كمغاربة أن لا نبيع جلد الذئب قبل قتله، وأن لا نروج لنتيجة مربوحة مسبقا..
فالتاريخ علمنا أن نحتاط ونستعد لجميع المفاجآت من هذا الاتحاد.