كان من الممكن، في حديثنا عن الجزائر ونظامها المصاب بكل أمراض العقل والنفس، أن نستمر في ضبط النفس والالتزام بقواعد النقد الموضوعي، خارج دوائر الرداءة التي يجتهد هؤلاء في جرنا إليها بكل الوسائل المتاحة في اسواق السفالة السياسية، والجهل المطبق بضوابط العلاقات بين الدول والأمم... ولكن هؤلاء الرعاع صاروا يجبروننا اضطراراً إلى التوجه إليهم بنفس لغة سفالتهم، لعل وعسى أن يفهموا شيئا مما يمكن ان نقوله في حقهم، وفي تجاوزهم لكل الخطوط، وخروجهم عن كل القواعد المتعارف عليها في ألف باء المعاملات الدولية.
آخر ما تفتق عنه ذهن العربيد شنقريحة، ولابد أن يكون القرار صادراً عن هذا الشخص بالذات، لأن رئيس الدولة الماريونيت لا صلاحيات له ولا سُلَط، أنه أمر باحتجاز فريق نهضة بركان لكرة القدم في إحدى زوايا مطار بوخروبة، ومنع أفراده من الدخول إلى التراب الجزائري لإجراء مباراته المسطّرة ضد فريق اتحاد العاصمة، لا لشيء، سوى لأن أفراد هذا الفريق المغربي يرتدون قمصانا رياضية طبعت على صدورها خريطة المملكة المغربية كاملة كما هي في الواقع بلا زيادة ولا نقصان... ولو كنت شخصيا من مسؤولي ذلك الفريق لناضلتُ داخله من أجل تبديل تلك الخريطة بأخرى تضاف إليها خريطة صحرائنا الشرقية، حتى تكتمل فرحة المعتوه شنقريحة، فيزوّد على شرفنا كؤوساً أضافيةً تحمله إلى أمداء من السُّكْرِ والعُهْرِ ليست ببال أحد من العالمين!!!
شخصياً، لو كان الأمر بيدي... لعملتُ من أجل مغادرة مطار العاصمة الجزائرية بعد أقل من ساعة على تنفيذ عملية الاحتجاز تلك، ولرفعتُ للتوّ دعوى قضائية لدى المحكمة الرياضية الدولية دون أدنى إبطاء... غير أن الأمر لسوء الحظ يوجد بين أيدي مسؤولين بركانيين يبدو أن دماءهم أبرد من الدم الإنجليزي الشهير بسلبيته القياسية، رغم أننا في العادة نصف أهالي الشرق المغربي بالخشونة والفظاظة الزائدتيْن!!!
خلاصته، أننا انخرطنا من حيث لا ندري في لعبتهم الفجّة، وطفقنا نؤدّي أدوارنا في مسرحيتهم الرديئة إلى درجة جعلتنا نبدو كما لو كنا نستسيغ سلوكهم الغوغائي ذاك، فأخذنا أماكننا على أرضية المطار، "فوق الضّسّ" كما يقول لساننا الدارج، في انتظار الذي يأتي ولا يأتي، تماما كما كان حالنا عندما منعوا دخول بعثة الإعلاميين المغاربة إلى زريبتهم أثناء استضافتهم للبطولة الإفريقية للمحليين، وكأننا نستملح تكرار نفس التجربة البليدة!!!
سيقول قائل إننا ببقائنا تحت سقف مطار بوخروبة إنما نزيد في إحراجهم إقليمياً وجهوياً وقارياً وعالمياً... ولكن حقيقة الأمر تقول شيئا آخر، وهو أن ذلك النظام العربيد ليست له ذرة من الكرامة ومن عزة النفس، حتى يتسنى له أن يشعر بأي حرج مما هو منغمسٌ فيه حتى الأذنين من الوحل والشماتة!!!
نهايته، لا يوجد في العالم، وخاصة عالم اليوم، ما يمنع أي بلد من أن ترتدي فرقه الرياضية قمصانا أو سترات تحمل صوراً لخريطته أو لأي رمز من رموزه الوطنية، وبالتالي فقد كان على فريق نهضة بركان أن ينتهز الفرصة ويقفز على أول رحلة جوية عائدا إلى أرض الوطن، لأن ذلك بالفعل، هو الأجدر بوضع ذلك النظام المريض والكسيح أمام العالم عارياً مفتضَحاً كما لم ينفضح ويتعرّى أي نظام من قبل!!!
أقول: لو كان الأمر بيدي!!!
محمد عزيز الوكيلي/ إطار تربوي