الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

لحسن العسبي: حديث عن الدرس الخامس من الدروس الحسنية الرمضانية

لحسن العسبي: حديث عن الدرس الخامس من الدروس الحسنية الرمضانية لحسن العسبي
الدرس الخامس هذا الشهر من الدروس الحسنية الرمضانية التي تلقى أمام جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، احتضنه القصر الملكي بالدارالبيضاء، الذي ألقاه اليوم الدكتور عثمان كاي من السنغال المحاضر والأستاذ بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، واحد من أجمل وأرصن وأعمق الدروس الرمضانية الحسنية لهذا الموسم.. فيه جرأة العلم وحصافة التحليل الخالق للمعاني، من حيث مقاربته بشكل تاريخي ونقدي للعلاقة التاريخية فكريا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا بين إفريقيا جنوب الصحراء والمغرب منذ قرون. بل إنه أول مقاربة من غرب إفريقيا تنتقد التقسيم المعرفي الاستعماري الغربي بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء بغايات خلق القطيعة بينهما والحال أن تلك العلاقات قوية وراسخة منذ قرون. وأكد المحاضر  بذكاء على أن الخط الثقافي والحضاري بين المغرب بقلاعه العلمية التربوية وإفريقيا الغربية ودول الساحل يمتد حتى خط الاستواء. فهذا وعاء حضاري واحد.
في مكان ما ومعنى ما، والمحاضر الرصين يذكر بتأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وتأسيس معهد التكوين الخاص بأئمة إفريقيا (ذكورا واناثا) في القرن 21، كما لو أنه يريد أن يقول لنا إن أمير المؤمنين المغربي يجيب الفيلسوف الألماني هيجل الذي أحال عليه الدكتور عثمان نموذجا للرؤية الغربية التي تفرق بين شمال إفريقيا وعمق إفريقيا جنوب الصحراء وتلحقها بالمشرق العربي حضاريا. والحال أن مغاربة درسوا في ذلك العمق الإفريقي وافارقة درسوا في فاس ومراكش (قدم بعض أسماءهم كمثال) منذ العهد الموحدي إلى اليوم.
حقيقة محاضرة اليوم متعة فكرية ومعرفية التي ليست مستغربة من الدكثور عثمان كاي حفيد واحد من كبار علماء السنغال المرحوم إبراهيم نياس الصوفي على الطريقة التيجانية التي عاصمتها فاس بالمغرب.
 
لحسن العسبي، كاتب وصحفي