الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

قراءة في المجموعة القصصية "نقطة نظام" للكاتب أحمد العراف

قراءة في المجموعة القصصية "نقطة نظام" للكاتب أحمد العراف الكاتب أحمد العراف وغلاف الكتاب
التقديم: في رحاب المجموعة القصصية:
تقع المجموعة القصصية في 82 صفحة من الحجم المتوسط، طبع بمطبعة وراقة بلال نرجس فاس، طبعة أولى 2017، تتكون المجموعة من العناصر التالية
أ- إهداء ص 03.
ب-17 قصة صغيرة من ص 04 إلى ص 99.
ت. الفهرست، ص 100.
 
العتبات النصية كمدخل لقراءة المجموعة القصصيية نقطة نظام 
يفنّد كولن ولسون في كتاب "فن الرواية " (كلمة المترجم ص 07،)، الادعاءات بأن الرواية تسير نحو أجلها المحتوم، وذلك عبر مسح شامل ومثير للجدل لمجمل تاريخ الرواية حتى عصرنا الراهن. ويعزو ذلك الادعاء إلى المنعطفات الخاطئة التي سلكها الروائيون الكبار. بيد أن ولسون يعلن أيضاً بأنه على الرغم من كل ذلك، فإن الرواية قامت بتغيير وعي العالم المتمدن: “فنحن نقول إن داروين وماركس وفرويد ساهموا بتغيير وجه الحضارة الغربية، ولكن تأثير الرواية كان أعظم من تأثير هؤلاء الثلاثة مجتمعين”. فهو يرى الرواية كمرآة لا بد وأن يرى فيها الروائي وجهه وصورته الذاتية. وما وصف الحقيقة، وقول الصدق، وهما من الأهداف التي سعى إليها عدد كبير من الروائيين في القرن التاسع عشر – إلا هدفان ثانويان. أما الهدف الأساس فهو أن يفهم الروائي نفسه ويدرك ماهية هدفه بالذات.

ما يسري في نظرنا على الرواية يطال أيضا "القصة القصيرة ....
من هدا المنطلق سنحاول إبراز البعض مما يطمح المرحوم الكاتب أحمد العراف إبرازه ووضع الأصبع عليه، من إشكالات ترتبط بتوجهاته النضالية ومواقفه من شتى الأمور الاجتماعية والسياسية واإقتصادية، وذلك على مسافة قصص مجموعته "نقطة نظام" آملين الإحاطة بجوانب مما ندر الكاتب نفسه لمعرفته والنبش في منعرجاته ومنحدراته، على مسافة جغرافية منيعة مستعصية عن الفهم...

أود الإشارة بداية أن قراءتي للمجموعة القصصية ستكون قراءة انطباعية عاشقة تنطلق أساسا من "العتبات النصية"، تأسيسا على ما ركز عليه الناقد الفرنسي "جيرار جينيت" من أهمية دراسة العناصر المحيطة بالنص، وهو من الدارسين الذين أولوا للنص ومكوناته عناية فائقة إذ أنه لا يمكن أن يقدم أي نص خاليا من مكوناته الأساسية، فهي تعتبر وسيلة للقارئ تقوده إلى الغوص في عالم النص، والأهم من هدا خدمتها للرواية والقصة من الناحية الجمالية واستقطاب القراء وتحفيزهم على الغوص في المقروء.

بناء عليه ستنتظم قراءتي لهده المجموعة، من خلال العتبات النصية التالية:
1- الغلاف بما يتضمنه من عتبات خارجية تحيط بالنص (الخلفية ولوحة الغلاف، العنوان، اسم الكاتب، جنس العمل... (باعتبارها عتبات خارجية محيطة بالنص، حين استقرائها مجتمعة ستكون لنا موجها مهما لما تزخر به من دلالات تساهم في توجيه توقعنا وأفق انتظارا تنا من المتن السردي. ثم التصدير أو الاقتباسات والإحالات/ درجة تناول مختلف المفاهيم المفتاح في علاقتها بالمضامين ...الخ.

اشتغل الكاتب المرحوم أحمد العراف في مجموعته القصصية – كما في أعماله الأخرى - على مواضيع متعددة لكنها تحتكم إلى خيط ناظم يؤطرها ويوجهها، هو تشظي الذات ا لتائهة، المرتبكة، القلقة، الحزينة أحيانا والمتمردة أحيانا أخرى على واقع تحكمه جملة " مكاينش معمن" كان يرددها خلال مختلف النقاشات المتعلقة بسبل التغيير، إنها داتا إنسانية ترفض الاطمئنان وتعاكس السائد، وتختلف على المتفق عليه، حين نحاول معرفة أسباب النزول لوضعية كهده، سيجيبنا المرحوم ذات حوار له مع الشاعر أحمد طايل  حول البدايات ،جاء فيه ما يلي:" 
كانت الإرهاصات الأولى للكتابة منذ أن كنت في السلك الإعدادي، كنت أكتب خواطر وقصائد شعرية في الغرام وفي القضايا الاجتماعية، لكن انخراطي في العمل السياسي الذي كان يلازمني في الحل والترحال كان عائقا دون الاستمرار في الكتابة، فالسياسة اللعوبة تمكنت مني إلى حد أني قلت في أحد اللقاءات: «السياسة اغتصبتني في سن مبكرة مما جعل بصماتها تحضر بشكل أو بآخر في مجمل إبداعاتي"...

" فالسياسة تمكنت مني لأنها لعوب مغناج مارست على غوايتها إلى حد الاغتصاب، ولم أتمكن من تركها والفرار من شرها إلا بعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا، وبالتالي فمتمنياتي هو إخراج ما بدواخلي من آلام وأوجاع وأفراح ولحظات مميزة مسجونة في سراديب ذاكرة بدأ الصدأ يتسرب إليها، فالمكنونات المسجونة والواقع المعاش يتلقحان ويتزاحمان ليخرجا على شكل متتاليات إبداعية تنتظر الخروج إلى الوجود".

ولعل تلك البصمات مجتمعة تتجلى في تأخر انخراط المرحوم في الكتابة والنشر، من جهة ولتعمده اختيار عناوين متفردة لكتاباته، من جهة أخرى ك (نقطة نظام / شطحات الثعبان الأرقط/ دم الخفاش/العسل المهجور...الخ،) عنوان المجموعة القصصية:

يعتبر العنوان من العتبات النصية الأساسية، الحاملة للبعض من مضامين المتن السردي. بهذا الصدد يقول " امبرتو إيكو" إن العنوان يمثل هاجسا من نوع ما، فمنذ اللحظة الأولى للقراءة يطالعنا العنوان المنتقى من جانب المؤلف، ليثير فضول المتلقي فيأخذ في التعبير عن المحتوى بعيدا عن القراءة وقد يرتبط بالنص ولكنه ارتباط شكلي، وعند قراءته نعجب بتركيبه، وحسن صياغته ".

كما سنجد أن «جيرار جنيت" قد حدد في كتابه (عتبات) أربع وضائف للعنوان تميزه عن باقي أشكال الخطاب الأخرى (الوظيفة التعيينية-الوظيفة الوصفية-الوظيفة الدلالية المصاحبة-الوظيفة الإغرائية).

بالرجوع للمجموعة القصصية نجد تميز بكتابته بلون أبيض وبالبنط الغليظ وذلك لغرض إبرازه، مع تمركز الحروف الألى لمفردة "نقطة" داخل دائرة تميزت هي  الأخرى  باللون الأحمر الآجوري تعلوها عين راصدة لمنتهى ميم مفردة نظام وكأنها  تنبهنا للفوضى المركونة في الركن الأسفل جهة اليمين لصورة الغلاف،  يبدو أن الفنان مقترح اللوحة كان متفوقا  في اختيار عنوان  هادف، اختلف فيه عن غيره ...فهو يحمل هوس "النظام" و"التنظيم " ويعتبر دلك ضروري للأرض الصالحة لزرع القصص  السبعة عشر في هذه المجموعة، تلك القصص التي حين قراءتها والتمعن في متنها السردي سيصادف القارئ  حتما تجليات عديدة للنقطة (نقطة نظام)، وإن اختلفت مواقعها ومراتبها ودلالاتها من، نقطة الانطلاق، لنقطة البداية، لنقطة النهاية، لنقطة النظام، وأخيرا "نقطة الدم"، جميع النقط لا تخلو من المبنى والمعنى، كل واحدة منها وردت في سياق  يستفز في القارئ ألف سؤال وسؤال. 

حين التأمل في العنوان "نقطة نظام" أمكننا الخروج بالعناصر التالية:
أ‌- على المستوى الدلالي، يحيل العنوان على مفردتين ذات دلالات قوية، تحدد مجال المجموعة القصصية (نقطة نظام").
ب-على المستوى النحوي، نعتبر العنوان شبه جملة خبرية لمبتدأ محذوف تقديره هذه نقطة نظام. حين التأمل في المفردتين ومحاولة تأطيرهما مبنى ومعنى، نجد مفردة "نقطة" تحيل على بعض الإشكالات، التي تحتاج للتبصر والتدبير من طرف القارئ والذي يفترض أن يكون مالكا لشفرات فك رموز المقروء، تتنوع "النقطة" في المتن السردي للقصص، من النقطة التقويمية في مجال التدبير، والنقطة التي تضع حدا للجدل لننتقل لما بعدها على اختلاف المقصود، ثم نقطة الانطلاق ونقطة النهاية لتختم بنقطة متفردة "نقطة الدم"،. ثم تأتي المفردة الثانية لتفصل المقال في تحديد هوية النقطة، فهي للنظام والتنظيم والتراجع عن "موقف" متصف بتجنب الصواب، أو ما شابه دلك، وبناء عليه وردت مفردة "نظام " عنوة لتحصر بعض الإشكالات التدبيرية والتنظيمية والنضالية، على مسافة اشتغال الكاتب....
 
صورة الغلاف:
من خلال تناولنا لصورة الغلاف، وربطها بالعنوان كعتبة نصية دالة سندرك ما المقصود بالنقطة من جهة وربطها بمفردة نظام من جهة ثانية، ؟، وبناء عليه ومن خلال قراءة كلية وقراءة بؤرية لصورة الغلاف أمكننا الخروج بما يلي:
أ- اعتماد اللون الأبيض وببنط غليظ في ترسيم العنوان، ومرد ذلك في نظرنا لما يتميز به اللون الأبيض من رمزية الأمل والسكينة والطمأنينة المرتقبة، أو المرغوب في تحقيقها على مسافة جغرافية – مجموعة من الأشياء مركونة في الجهة السفلى من صورة الغلاف -منيعة مستعصية على الفهم والتدبير في نظر الكاتب... الذي خبر مجال السياسة والنضال مبكرا، السياسة التي وصفها ذات حوار بأنها" لعوب/مغناج/غاصبة" كما دكرنا في مستهل هذه البطاقة.

ب- اعتماد التداخل بين اللون الرمادي مع اللون الأصفر الباهت على خلفية صورة الغلاف، وبرجوعنا لعلم النفس الألوان سندرك دلالة الرمادي والأصفر في ضبابية المشهد وفراغ الأفق، إلا من عين راصدة في الزاوية اليمنى للصورة، عين ليس بها حور أو بياض كالمعتاد هي كصنوة لها أثبتت في الدائرة جهة اليمين، نعتقد أن تكرارها في موقعين متميزين 

من الغلاف ذي دلالة لا تخلو من تساؤلات.
ج- نلمس في الجهة اليمنى من صورة الغلاف، فوضى عارمة لركام من الأشياء غير المتجانسة والتي تكتسي فوضى، تتكون من أشكال هندسية مختلفة وخطوط متضاربة ودوائر مختلفة شكلا وحجما ولونا، هي أشكال وألوان في مجملها لا تخلو في نظرنا من دلالة "نقطة النظام" المتحدث عنها، تعلوها "نقطة الدم" على مسافة قريبة من قنينة الخمر، تلك النقطة الحمراء، التي تعتبر علامة إعراب شرف الأنثى / الخادمة في القصة رقم 08 ص 45، المغتصبة من ابن الأكابر، ذاك الذي صرح حين توتر الفتة/الضحية: 
" لن يصدقك أحد إن أنت اتهمتني، فأنا ابن الأكابر اللذين يحولون الحلال حرام والحرام حلال، والملح سكر والحلو علقما".
 
نص التأطير ظهر الغلاف؛
بالنظر لكوني اعتمدت الطبعتين للمجموعة القصصية "نقطة نظام"، فإنني أخذت الحسنيين، ما توفر هنا وغاب هناك، ومن بينها النص المؤطر ضهر الغلاف.

عادة ما يرتبط وضع النص المؤطر للرواية أو المجموعة القصصية، بتقديم الرواية أو المجموعة القصصية وتقريب عالمها من القارئ المحتمل وطبيعة مضمونها يجعل منها نواة / نصا يبرز خاصية التكثيف في عرض المتن السردي، لاعتماده على طرائق خاصة في اشتغال وتأطير خطاب  المجموعة القصصية ككل بناء على الخيط الناظم لها، وتكون بنية تساؤليه مركبة تبرز مركبات القصة البؤرية وتجليات البعض من عناصرها في القصص الأخرى، كما سنلمس ذلك في القصة المركزية  رقم15 "نقطة نظام " هذه الجملة التأطيرية التي وردت بشكل أو بآخر في المجموعة ككل، وقد تأتي هذه الجمل على لسان أحدى الشخصيات  الافتراضية، كما ورد هنا  على لسان الأرض والبحر والسماء  أو الشخصية المحورية  "عبد الكريم" الذي رددها لأكثر من مرة قبل أن يدلف لخيمته, وردت الجملة " نقطة نظام"  وجاءت بطريقة مقصودة من قبل  الكاتب لتكون مفتاحا تأويليا لمضمون  قصص المجموعة برمتها. بوصف هده الجملة – في نظرنا – بيت القصيد في مختلف قصص المرحوم أحمد العراف، هي  بؤرة الاشتغال في محرابه المتميز ومحور اهتمامه المركزي  المتمثل في "التغيير/التدبير ذاك التغيير الذي طال الجميع ، حتى الأرض والسماء والبحر، باستثناء " الواشمة وقبيلها" العين الراصدة لكل متحرك وساكن في جغرافية كثرت نذوبها و نتوءاتها...وما استقام  "للقضية" عود، الشيء الدي  سيجعل الكاتب يبحث عنها في  ذاكرته، في قاموسه، في مذكراته...وأصبحت تتقاذفها الأرجل ويشبعها المتفتحون والمنفتحون ركلا ورفسا...تحولت بفعل إزميل الزمن إلى هيكل بدون روح"  قصة "أبحث عنها" ص 9  .لينتهي في آخر المطاف إلى وضع آخر مسمار في نعشها، يقول بعد أن حنطتها وكفنتها وكتبت على قبرها، بلغي سلامي "إلى المهدي" أما أنا فإني أبحث عن جبل لأرفع عليها راية استسلامي," ص10...هي " القضية " التي حمل همها المرحوم على مسافة العمر. 

الإهداء؛ 
تميز الإهداء في المجموعة القصصية «نقطة نظام" بتراتبية جميلة من الأصول إلى شريكة الحيات ثم يأتي على دكر الفروع السبعة، بعدها يأتي "الإنسان"، حين تأملي في ترسيمة الإهداء، تساءلت عن المغزى من إدراج "الإنسان" عبر الإهداء، أجابني المرحوم في استجواب له مع ...." أنا إنسان قبل أن أكون مبدعا، ويوم أتخلى عن إنسانيتي يموت أحمد العراف المبدع، فإنسانيتي التي لا تقبل المقايضة والمساومة هي من جعلتني مبدعا وكاتبا، فالمبدع بداخله إنسان، فمن تخلى عن إنسانيته مات وانتهى أمره، ففي كل إبداعاتي تطغى فيها إنسانيتي". هنا ضهر لي السبب وبطل العجب في ذكر "الإنسان"، وتجلت لي إنسانية الرجل في أبهى تجلياتها.

اقتباسات ذات دلالة:
عادة ما تتردد بعض الجمل أو المفردات على مسافة المتن السردي، اختيارها من طرف الكاتب وتكرارها لا يخلو من معنى، خلال قراءتنا المتأنية للمجموعة القصصية، رصدنا البعض مما رأينا فيه وجهة نظر خفية، وتوجيه مقصود للقراءة نوردها وفق ما يلي:
 
"الشرنقة":
ترددت مفردة "الشرنقة" في المجموعة القصصية لأكثر من مرة (ص 18/20/35/62...). برجوعنا من جهة لمعجم اللغة العربية المعاصرة رصدنا التفسير التالي: 

تشرنقَ يتشرنق، تشرنُقًا، فهو مُتشرنِق • تشرنق الشَّخصُ: انغلق وانطوى وانعزل على نفسه "اتَّبع سياسة قائمة على التشرنق على الذات".

بناء عليه، ومن خلال تردد الكلمة في أكثر من موقع، وأكثر من قصة، نستنتج المبنى والمعنى الذي تحيل عليه المفردة، والمتمثل فيما عبرنا عنه في مستهل هذه البطاقة، " ...لكنها تحتكم إلى خيط ناظم يؤطرها ويوجهها، هو تشظي الذات التائهة، المرتبكة، القلقة، الحزينة أحيانا والمتمردة أحيانا أخرى على واقع تحكمه جملة " مكاينش معمن" كان يرددها خلال مختلف النقاشات المتعلقة بسبل التغيير، إننا نعتبرها داتا إنسانية ترفض الاطمئنان وتعاكس السائد، وتختلف على المتفق عليه".

الصفحة 12:
"أما المستقبل فيهرب كلما حاولت رسم معالمه، قالوا في وصفاتهم" التدبير"، دبرت وسيرت وخططت والنتيجة دائما مأساوية، قررت التمرد وتمزيق الشرنقة العنكبوتية وممارسة عملية المشي...".

الصفحة رقم 18:
"...فلنسق المشتل لتكبر الورود وتكون لنا عندها شفيعة وعودتها ستنعش روحي وأخرج من شرنقة الجنون والضياع...".

الصفحة 35:
"...أهل الحي والخلان والأتراب يقيمون له ذكرى كل سنة، وهم على ذلك متعاهدين في انتظار القديس الذي سيمزق الشرنقة... أما المختفي فيبقى مجرد ذكرى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".

الصفحة 62:
"... بقوتها وعزيمتها مزقت الشرنقة وأضاءت العتمة وانضمت إلى ربات الأقدار اللواتي لم ولن يخضعن زيوس صاحب الأمر والنهي.".

الصفحة 89:
"... أثناء هدا اللغط فتش عبد الكريم عن الشيخ فلم يجد له أثرا وبدأ يصرخ وكلماته تشق الفراغات الشاسعة، نقطة نضام، نقطة نضام، عاد الجميع إلى شرنقته لتضميد الجراح والبحث عما تبقى من الأحباب ودلف عبد الكريم إلى خيمته وهو يردد نقطة نضام.".
 
نقطة نظام:
وردة الجملة أساسا كعنوان للمجموعة القصصية باعتباره يحمل هوس "النظام" و"التنظيم " ويعتبر دلك ضروري للأرض الصالحة لزرع القصص السبعة عشر في المجموعة نقطة نظام".  فضلا عن أنها تكررت في عشرة مواقع وفي أكثر من قصة، مع اختلاف في الدلالة (ص07 /ص 24 /ص 32 / ص 33 /ص 43 /ص 58/ ص 68/ ص 87 /88/ ص 89). 
 
"زهرة الحياة":
ورد في الصفحة 52 من المجموعة القصصية، والتي تتحدث عن قصة "زهرة الحياة"، توصيفا دقيقا لمجال الانتماء السياسي وما شاب "القضية " في نظر الكاتب من تشعبات وتفرعات، نزلت بها للمجهول، وعلامة إعراب المقصود بالكلام هو "الزهرة /الوردة" رمزية الانتماء.

"... عليك أن تلتقط بذاكرتك هذه الطلاسم قبل أن تتعطل آلة الزمن وآخذها لأردها إلى عفريت الزمان الذي نومته لبضع ثوان......".

"...زهرة الحياة بها جدور متفرعة، الجذر الأول في حديقة سقراط وفرعها في مدينة أفلاطون وتاجها في بستان حمورابي وأوراق تاجها منتشرة في جميع الأصقاع ومشتلها أتلفتها غارات هولاكو. والهدهد الذي يحمل النبأ سفكوا دمه، وليس هناك من سيعطيك الخبر اليقين…