الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

فرنسا.. من بوعبيد إلى سيطايل

فرنسا.. من بوعبيد إلى سيطايل سميرة سيطايل وفي الإطار صورة للمرحوم الملك الحسن الثاني والمرحوم عبد الرحيم بوعبيد
منذ تعيين المرحوم عبد الرحيم بوعبيد سفيرا للمغرب بباريس سنة 1956 إلى غاية انهاء مهام السفير محمد بنشعبون في فبراير 2023.
 
تميزت عموما هذه التعيينات بكون السفراء الذين تم  اختيارهم كانوا كلهم  ذكور، وجلهم أما  وزراء سابقين، (عباس الفاسي، محمد برادة، الساهل، أبو أيوب، شكيب بنموسى ….) أو ديبلوماسيون (فتح الله السجلماسي) أو أفراد من الأسرة الملكية، (علي العلوي).

الآن وقد اختار المغرب  تكليف امرأة، وصحفية، ولا تدخل في أية خانة من هذه الخانات وفي هذا الوقت بالذات الذي تمر فيها العلاقات المغربية الفرنسية بفترة أقل مايمكن أن يقال عنها إنها متشنجة، فإن الرباط تكون بذلك عازمة إلى نقل علاقتها مع باريس إلى ساحة الواقعية الديبلوماسية بعدما ظلت لأكثر من نصف قرن لا تخرج  هذه العلاقة من جبة الأخ الأكبر big brother  رغم بعض السحب المترددة من حين لآخر.

وإذا كان لايمكن للمغاربة  أن ينسووا دعم فرنسا للمغرب في ملف قضيتنا الوطنية لسنين  وهي البلد العضو الدائم في مجلس الأمن فانهم كذالك يتذكرون أن كل القلاقل مع المغرب كان مصدرها الاعلام الفرنسي. فعدة دعاوي ضد جريدة لوموند عرضت على المحاكم الفرنسية بعدما لم يعد ممكنا سحبها من السوق. وكتاب جيل بيرو (صديقنا الملك) لسنة 1990 ومشروع كتاب le roi prédicateur  لصاحبيه Eric Laurent et Christopher gracier يضاف الى ذلك  خرجات دانيال ميتران الاعلامية وهي المرأة الأولى في قصرالاليزيه انذاك.

كما أن فرنسا التي كانت تستقبل منذ السبعينات رجال ونساء اليسار من المعارضة لكنهم ينتمون إلى تيارات سياسية وطنية واضحة الأهداف أصبحت في السنوات الأخيرة حاضنة لأفراد معزولين يُصفون حسابات شخصية عبر شبكات التواصل الاجتماعي  وباسلوب قدحي .

أن السفيرة الجديدة المعينة -في لحظة أصبح فيها الانفراج يلوح في الأفق - لم تستوزر سابقا، ولا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي إلا ما مارسته وتمارسه بجانب زوجها السفير سمير الدهر القنصل العام ببوردو والسفير ببروكسيل واثينا  سابقا. وممثل المغرب  بمنظمة اليونسكو حاليا. لكنها تبقى اعلامية متمرسة  راكمت  خبرة واسعة في الحوار العمومي. فهل بهذا التعيين يكون المغرب قد اختار مقارعة الاعلام الفرنسي المتحامل على المغرب بمناسبة وبدونها ما بالك وبلادنا تعرف تغيرا عميقا في سٌلم ِ التنمية ومقبلة على محطات حاسمة.