فيديو متقنة خطاب المظلومية بمراكش نموذجا
تجار الأزمات لا تخلو من نصبهم دولة من دول العالم، لذلك لم يفاجئنا ونحن نتابع أخبارهم/ن السيئة بعد أن تعرضت بلادنا لهزة أرضية عنيفة راح ضحيتها قافلة من الشهداء والضحايا، وكانت الخسائر المادية بالملايير. أمر طبيعي أن يحدث هذا لأن الزلازل وبالقوة التي ضرب بها بلادنا ليس لعب عيال.
الوجه الآخر للعملة الذي انتبه له العالم وانبهر له، هو المنسوب الاستثنائي لفعلية قيمة التضامن التي جسدها المغاربة حين انطلقت قوافل المساعدات من أقصى بادية بالوطن إلى أدناها في اتجاه المناطق المتضررة. والتسابق على التبرع بالدم، حيث استوى في ذلك المعدم اجتماعيا مع باقي الفئات بالسلم الاجتماعي لأن شعار " ارفع رأسك إنك مغربي(ة)" لا يعترف بالتموقع الطبقي .
أن يبهر المغاربة العالم بتجسيدهم للحمة الوطنية في عز الكارثة الطبيعية(الزلزال) الخارج حدوثها عن إرادة البشر، فعل لا يمكن أن يمر من دون أن يشوش عليه من اعتاد الاصطياد في الماء العكر، الذين تعززت صفوفهم في السنوات الأخيرة ببعض "أصحاب الميكروفونات" اللاهثين وراء " وسخ الدنيا" من خلال رفع المشاهدات واللايكات !
بيت القصيد
مباشرة بعد المصادقة على قرار دعم الأسر المتضررة باتخاد جملة من التدابير والاجراءات الآنية حماية لكرامة الأسر المتضررة، في انتظار الشروع في تنزيل المخطط الاستراتيجي المرشح أن يرد الاعتبار على جميع المستويات للعالم القروي بالمناطق المتضررة من حيث بنياتها التحتية الأساسية، وتنزيل مشاريع سوسيو اقتصادية وثقافية تصالح الساكنة مع الحق في التنمية.
في سياق هذا الانشغال يطلع علينا " (فيديو)، ترفع فيه مواطنة من ضحايا الزلزال صوتها، الذي من الوهلة الأولى يكون الانطباع هو اتقانها خطاب المظلومية.
المتضررة من الزلزال الذي ضرب مدينة مراكش ، وتضررت منه المدينة العتيقة ، ساكنة وبناءات ، جاء على لسانها بأن دعم 2500 درهم الشهري ولمدة سنة الذي خصصته الحكومة للمحاصرة الجزئية لتداعيات الزلزال ، بأنه لن يكفيها ، وعرضت أمام الميكروفون فاتورة مصاريفها اليومية التي بعملية حسابية بسيطة قد تتجاوز 10000 درهم ( ابنتها يلزمها 150 درهم يوميا لتناول المخدرات ( الله يعفو عليها مسكينة) كما جاء على لسانها ، ابن محكوم بعشرة سنوات سجنا - له نفقات-، وطفل وطفلة يبدو حقهما في التعليم معطل إلى إشعار آخر ، أظف إلى ذلك النفقات اليومية الخاصة بالأكل والنظافة واللباس وووو .
حزمة من الأسئلة تطرح نفسها من بينها على سبيل الذكر: هل يمكن لهذه المواطنة المتضررة هي وأسرتها من الهزة الأرضية العنيفة، أن تكشف أمام الرأي العام عن مهنتها ؟ وهل المهنة التي تمارسها ممكن أن توفر لها ماليا كل ما تحدثت عنه ؟ هل يمكنها أن تكشف عن مصادر مداخيلها؟ ....
ملاحظات أخرى تفرض نفسها وتستدعي التوقف عندها، ضحية الزلزال تعترف بأنها تتبضع المخدرات لابنتها المدمنة، هل كانت تعي ما تقول .... إنه اعتراف مزلزل على أنها توفر المخدرات للغير، بدل أن تساعد هذا الغير على العلاج؟ المتضررة تقر علنا بأن المخدرات (لا ندري هل الصلبة أم العادية) في المتناول العادي بمنطقتها، فلماذا لم تتعاون مع الأجهزة الأمنية بِدَلّهم على عنوان تاجر أو تجار المخدرات، حماية لابنتها ولأبناء مراكش من الإدمان؟
وكان ختامه، الكلمة للنيابة العامة
البلد لا يعرف السيبة، ولا يمكن السماح لأي شخص يتقن خطاب المظلومية أن يصرح أمام العدسات بكل ما خطر على باله، لذلك على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش الدخول على الخط لرد الاعتبار للقانون، ولإنصاف من يستحق الانصاف في النازلة التي عرضها الفيديو الذي بكل تأكيد وقع اطلاعها عليه.
رحم الله شهداء الهزة الأرضية التي ضربت بلادنا...التعافي والشفاء العاجل للضحايا .... الشفافية في دعم الأسر المتضررة والمواكبة في معالجة معاناتها... اليقظة والحذر من فلتات اللسان أمام العدسات لأنها تؤدي إلى " البنيقة" أحيانا.