خلص المشاركات والمشاركون في الملتقى التربوي الجهوي المنظم من طرف منظمة MZC الإسبانية، وشركاؤها بأقاليم، وزان وشفشاون، والعرائش، بأن مسؤولية المدرسة العمومية وباقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية كبير لتحصين الناشئة من المخاطر والتهديدات الناتجة عن الاستعمال العشوائي للتكنولوجيا الحديثة الذي ينتهي بالزج بهذه الناشئة في نوع من "العبودية الطوعية".
وشددت الفعاليات المدنية المشاركة في أشغال الملتقى، على أن مغرب الغد، المحصن ضد كل أشكال الاختراقات، رهين بالاستثمار في الناشئة وتسليحها بالفكر النقدي حتى لا تضيع من بين أياديها الحقيقة التي تدفن تحت ركام الأخبار والمعلومات الزائفة التي أتاحت الوصول إليها التكنولوجيا الحديثة.
وأسدل الستار على الملتقى التربوي الجهوي بالمصادقة على حزمة من التوصيات التي ينتظر تفعيلها انخراط مختلف الأطراف المعنية (المُشّرع، قطاعات حكومية، منظمات المجتمع المدني ....) وانتصر المشاركات والمشاركون لما سبق وأكدت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان على أن "التمتع بنفس الحقوق يكون بالعالم الافتراضي كما بالعالم الواقعي " وبالتالي وجب عدم تقييد الوصول إلى الفضاء الإلكتروني لأن حرية التعبير تصبح مهددة!
الملتقى التربوي الجهوي احتضنت أشغاله مدينة أصيلا على امتداد يومين (3 و 4 يونيو 2023، وأطره شعار " التكنولوجيا الحديثة، خطوة أخرى نحو تعليم عمومي ذي جودة ".
وقد فككت ثلاثة مداخلات مضمون هذا الشعار. وهكذا تناولت أسماء بركاش (منسقة برنامج جيني بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوزان) محور" التعليم بالمغرب وتقنيات المعلومات والاتصال، الفرص المتاحة لتحقيق الانصاف، ورهانات الواقع .. أية علاقة؟ ". بدوره تناول السيد عواد عبدون (مفتش تربوي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالعرائش) الموضوع من زاوية " الاستعمال الآمن للأنترنيت والوقاية من التحرش الرقمي ".
وانتهت الموائد المستديرة الثلاثة قبل انتقال طيف المشاركات والمشاركين للورشتين للنبش وتعميق النقاش في تفاصيل ما تم تقديمه ، (انتهت) بأرضية تقدم بها الفاعل الحقوقي محمد حمضي تناولت محور " التكنولوجيا الحديثة وقيم حقوق الانسان .... من ينتصر على من ؟ " .
الملتقى التربوي الجهوي شارك في أشغاله فعاليات مدنية مثلت المديريات الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأقاليم، العرائش، شفشاون، وزان، وأطر تربوية وإدارية تابعة للمديريات الإقليمية لمؤسسة التعاون الوطني بذات الأقاليم، ومساعدات اجتماعية شكل حضورها بين ثنايا تضاريس المشروع الذي امتد لسنتين قيمة مضافة. وجمعيات واكبت المشروع منذ اليوم الأول على الشروع في تنزيله .
يذكر بأن الهدف من المشروع الذي أطلقته منظمة MZC. الإسبانية بشراكة مع المديريات الإقليمية السالفة الذكر (التربية الوطنية والتعاون الوطني) المراد تحقيقه، هو ضمان " الاندماج الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عمليات التدريس، تدبير المراكز، وفي مشاركة المجتمع التربوي، للتقليص من آثار اللامساواة الرقمية والمبنية على النوع في القطاع ".
عملية تنزيل المشروع بالأقاليم الثلاثة برزت للعيان في حزمة الفعاليات التي تم تنظيمها نذكر منها: تنظيم دورات تكوينية من أجل الاستعمال الآمن للتكنولوجيا الحديثة، استفاد منها متعلمات ومتعلمون، وطفلات وأطفال مراكز الرعاية الاجتماعية، تقوية قدرات اطر تربوية وادارية توجد في علاقة مباشرة بالفئة المستهدفة، تجهيز بعض المؤسسات والمراكز بالعدة الرقمية، تقديم دروس لمحو الأمية بما فيها الأمية الرقمية موجهة بالدرجة الأولى للنساء انصافا لهن، وتقليصا للهوة الرقمية .
للتذكير فقط فقد افتتح الملتقى التربوي الجهوي أشغاله بجلسة تناول فيها الكلمة كل من منسق المنظمة الاسبانية التي تركز عملها مع الطفلات والنساء في وضعية صعبة ، والمدير الإقليمي للتعاون الوطني بشفشاون، و ممثلة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوزان، حيث أجمعت هذه الكلمات على أهمية المشروع والأجواء التي صاحبت تنزيله ، وروح التعاون التي سادت بين مختلف الشركاء ، مما جعل المشروع يترك آثار جد ايجابية على الفئة المستهدفة ، وشدد كل واحد من زاوية القطاع الذي يمثله بأن حجم مسؤولية ضمان الاستعمال الآمن للتكنولوجيا الحديثة من طرف الناشئة كبير .