تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الملتقى الجهوي الثاني للتراث بتعاون مع كل من وزارة الثقافة ووزارة الشباب وزارة التعليم افتتحت يوم الخميس 11 ماي 2023، فعاليات النسخة الثانية من الملتقى الجهوي للتراث بالدارالبيضاء، بتنظيم كرنفال ثراثي استعراضي، انطلق من المدرسة الإدريسية الابتدائية، مرورا بشارع عبد الله الصنهاجي بتجاه المركب الثقافي الفداء، الذي سيحتضن باقي فعليات الافتتاح من معارض لرسومات الأطفال المبدعين والصيد بالصقور ومجسمات المعالم التاريخية.
وقد تميز الكرنفال الثراتي، الذي كان للسلطات الأمنية بالمنطقة مساهمة كبيرة في إنجاحه، بمشاركة تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان، مرتدين اللباس المغربي التقليدي.
كما تخللت الاستعراض الشعبي، عروض تنوعت بين امتطاء فرق لخيول مغربية أصيلة، مرتدين الزي التقليدي المغربي، الخاص ب "التبوريدة" وعروض السيرك و وقرع الطبول وغيرها.
وأكدت بشرى بقلوش، رئيسة المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة الدار البيضاء سطات، في تصريح ل "أنفاس بريس"، حرصها الكبير على إبراز غنى موروثنا الثقافي المغربي، من خلال المعارض المتنوعة التي أثثت الملتقى، إذ وقع اختيارها هذه السنة على معرض صيد الصقور ومعرض لمجسمات المآثر التاريخية.
وتوجهت المحافظة الجهوية للتراث في مضمون حديثها بجزيل الشكر للقائمين على هذه المعارض، لكونهم تكبدوا عناء السفر إلى العاصمة الاقتصادية للمشاركة في الملتقى.
وعن مشاركته في الملتقى الجهوي الثاني للتراث، يقول إبراهيم المريشي، بصفته إطار تقني متخصص في المجسمات والمعالم التاريخية، أنها جاءت بدعوة من رئيسة المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة الدار البيضاء سطات، بهدف التعريف بالمآثر التاريخية المحلية منها والوطنية من خلال عرض عدد من مجسمات.
ونذكر من بين أهم المجسمات التي عرضت في المعرض، والتي تحمل توقيع المريشي، مجسم القلعة البرتغالية، الذي يعود بنا إلى الفترة الممتدة ما بين القرن 16 والقرن 20 ميلادي، ومجسم آخر يمثل شكل المعمار خلال هذا الأخير، وكذا مجسم للقصبة الإسماعيلية، التي أسست في القرن 17 من طرف السلطان مولاي إسماعيل، بالإضافة إلى مجسم لإحدى المخازن الجماعية "إكودار"، بمنطقة سوس، الذي يتجاوز عمره 5 قرون، وهو الآن مقترح في لائحة تصنيف "اليونيسكو".
أما محمد الغزواني، رئيس جمعية القواسم لصيد الصقور، فيقول أن معرض صيد الصقور يضم عددا من الوثائق، التي يعود بعضها إلى سنة 1985، الصادرة عن سلاطين المغرب، تبرز عنايتهم بثرات تربية وصيد الصقور، مشيرا إلى أن كثيرا منهم كانوا مولعين بصيد الصقور.
وأوضح المتحدث ذاته أن تربية الصقور واستعمالها في الصيد تخضع بالمغرب لنظام قانوني خاص، وتتطلب ممارستها الحصول على ترخيص خاص من مندوبية المياه والغابات، كما تشترط أن يكون الصيد بغرض التربية، ويحصر الصيد في إناث الصقور الشابة.
وحدد رئيس جمعية القواسم، نوعية الصقور المنتشرة بالمملكة المغربية، في الصقور من نوع "شاهين"، التي يغلب عليها اللونان الأسود والرمادي.
وأشار محمد الغزواني في مضمون تصريحه، إلى أنه بفضل الحفاظ على هذا التراث العالمي، أدرج المغرب ضمن لائحة الدول المربية للصقور في العالم، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، والتي شملت 11 بلدا هي المغرب والإمارات العربية والسعودية وقطر وسوريا وإسبانيا ومنغوليا وكوريا وفرنسا وبلجيكا وجمهورية التشيك.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الملتقى الجهوي الثاني للتراث بتعاون مع كل من وزارة الثقافة ووزارة الشباب وزارة التعليم ووزارة الشباب وعمالة مقاطعة الفداء مرس السلطان وجماعة برشيد وجماعة دار الشافعي وكذا عدد من جمعيات المجتمع المدني.
