السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

فؤاد زويريق: كيف استفاد مسلسل "كاينة ظروف" من ضعف باقي الأعمال الرمضانية

فؤاد زويريق: كيف استفاد مسلسل "كاينة ظروف" من ضعف باقي الأعمال الرمضانية فؤاد زويريق وأبطل مسلسل "كاينة ظروف"
وصلت إلى الحلقة التاسعة من مسلسل ''كاينة ظروف''، إلى حد الآن مازال هذا المسلسل يحافظ على توهجه وبريقه الدرامي مستفيدا من ضعف باقي الأعمال الأخرى، وهنا تجدر الإشارة إلى أنني أتحدث عنه دون تجاوز الإطار الضيق الذي يجمع الدراما المغربية، فإذا خرجنا عن هذا الإطار ودخلنا في مقارنة مع الأعمال المعروضة عربيا سنصاب حتما بالإحباط والإسهال أيضا، وحتى لا يحدث ذلك ونوصف بالعدميين دعونا نتحدث ونناقش ونقارن ونحلل انتاجاتنا الوطنية دون السفر خارجها، وبالتالي يبقى حسب رأيي وقناعتي مسلسلنا ''كاينة ظروف''،  أفضل المسلسلات المغربية في السباق الرمضاني لهذا العام ، دون اهتمام مني بنسب المشاهدة المتداولة لأنها ليست المعيار ولا الميزان الذي يحدد جودة هذا العمل من ذاك. 
 بناؤه الدرامي إلى حد الآن متماسك، إيقاعه متصاعد رغم أننا لم نصل بعد إلى ذروة الأحداث، فمازلنا في بناء الشخصيات واكتشاف تاريخها وماضيها، من حين إلى آخر تطفو بعض الصراعات إلى السطح وتحل في حينها حتى لا يصاب المُشاهد بالملل في انتظاره للأحداث الكبرى والحاسمة ، وهذا ذكاء من كاتبة السيناريو بشرى ملاك أرجو تحافظ عليه حتى آخر نفس في المسلسل.
 الحبكة الرئيسية في العمل تعتمد على الإنتقام وهو الثيمة الأكثر شعبية وليس من السهل صياغتها لأن هناك المئات من قصص الإنتقام المكررة ، سجينات يتعرفن على بعضهن في السجن، يخرجن لتتفرع وتتفرق الأحداث بينهن، فلكل واحدة منهن مسار وتاريخ وقصة مختلفة، لتبقى نقطة التقاؤهن منزل وحضن فوزية صديقتهن الأكبر سنا.
 المسلسل للآسف يفتقر إلى رؤية إخراجية قوية تزيده زخما ومتعة، كما أنه يهمل المتعة البصرية، فالصورة تخلو من جمالية إبداعية تساهم في تحقيق التكامل، كما يحدث اليوم في مسلسلات الدول الأخرى الرائدة في هذا المجال، حيث أصبح يُعتمد على الأسلوب السينمائي في تصوير الدراما، وهذا مكسب لا نهتم به نحن للأسف فمازلنا نصور بأسلوب تقني نمطي كلاسيكي خال من الابتكار والإبداع الجمالي.   
ما أكسب العمل توهجه الرئيسي يمكنني تلخيصه في أربع عناصر أساسية أولها كما قلت تماسك السيناريو (الى حد الآن)، خروج الكاميرا إلى الفضاء المفتوح، وتنقلها بين الشوارع العمومية والدروب والأزقة... ولم تبق حبيسة الفضاءات الداخلية المغلقة كما يحدث مرارا في كثير من الأعمال المغربية، وأيضا الحوار الذي اعتمد على اللغة الدارجة والقاموس الشعبي البعيد عن الفذلكة اللغوية، التي أصبح المتلقي المغربي يشمئز ويتأفف منها لأنها لا تشبهه في شيء. أما العنصر الأخير فهو العنصر القريب منا نحن الجمهور، وهو التشخيص، وكما قلت في مقال سابق بهذا الخصوص، فهذا الجانب أثثته ثلة من الممثلين المحترفين بجد كالفنانة المقتدرة والمتميزة راوية، وأيضا ابتسام العروسي، وسامية أقريو، وعبد النبي البنيوي، وعبدالرحيم المنياري،  وأسامة البسطاوي، وسعاد النجار، وزهور السليماني...وغيرهم .