الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

الحسن زهور يقدم قراءة لكتاب: "المغاربة المسيحيون واشكالية حرية المعتقد"

الحسن زهور يقدم قراءة  لكتاب: "المغاربة المسيحيون واشكالية حرية المعتقد" الحسن زهور وكتاب "المغاربة المسيحيون واشكالية حرية المعتقد" لمحمد سعيد
صدر مؤخرا للكاتب المغربي محمد سعيد كتاب "المغاربة المسيحيون واشكالية حرية المعتقد" يفتح به نقاش حرية المعتقد بالمغرب من الجانب المسيحي باعتباره مغربيا مسيحيا، وبما ان الكاتب حقوقي ومناضل في "تنسيقية المسيحيين المغاربة"، فلا بد أن أبدى رأييي كمواطن و كديموقراطي حول الحقوق الدينية في بلدنا وفي غيرها من البلدان لأنها حقوق كونية، فلا يسعني هنا إلا التضامن مع "تنسيقية المسيحيين المغاربة" في مطالبها الموجهة إلى الحكومة المغربية، منها: إقامة الطقوس والعبادات الدينية بالكنائس الرسمية، وبالحق في الزواج الكنسي أو المدني. وغيرها من حقوق المواطنة التي أقرها الدستور المغربي في الفصل 3 ( والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية) وفي الفصلين 19 و41 ... في إطار وطنية مغربية شاملة، حيث أكدت التنسيقية على "تشبث المغاربة المسيحيون خدام ورعاة الكنائس البيتية ورعايا أمير المؤمنين بوطنيتهم”.وهذه الحقوق هي من حقوق المواطنة، لكن ما يهمني أولا قبل قراءة الكتاب (لم اقرأه بعد) هو صورة الغلاف الذي تتوسطها يدان مقيدتان ووسطهما بزغ صليب يشع نورا كسر القيد الذي غلت به اليدان، وفي رسغ اليد اليمنى رسمت راية المغرب، وفي اليد الأخرى رسم "أژا" الأمازيغي، رمز الهوية الأمازيغية.
فمن يرى غلاف الكتاب لأول مرة، سيربط الأمازيغية من خلال رمزها ⵥ بالمسيحية او بالتمسيح، وهو نفس السلاح الذي استعمله سابقا أعداء الأمازيغية من بعض الإسلاميين والسلفيين المغاربة والشرقيين لضرب الحركة الأمازيغية، لكن باءت محاولاتهم الكيدية والتضليلية بالفشل لأن حبل الكذب والخداع قصير ..
ملاحظات اولية حول غلاف الكتاب:
- اولا يجب الإبتعاد عن توظيف الرموز الثقافية دينيا، فالرمز  ⵥ رمز ثقافي هوياتي لا علاقة له بأي دين.
- اعتناق أي دين يدخل ضمن الحرية الفردية والدينية، ويمكن ان يكون اختيارا شخصيا ويمكن ان يكون رد فعل لذات ثقافية ضد هيمنة ما، وتتعدد الأسباب، لكن يجب عدم اقحام الرموز الثقافية والهوياتية في رد الفعل هذا، فالرمز الثقافي ⵥ رمز ثقافي يحتضن كل سكان شمال غرب أفريقيا اي تامازغا بمختلف ديانتهم وألوانهم..
- توظيف الرمز الثقافي ⵥ في مجال الحقوق الدينية يسيء الى هذه الحقوق نفسها لأن الجانب الآخر والمعادي لهذه الحقوق سيوظف بدوره الرمز الثقافي ⵥ لمحاربته دينيا ووسمه بالتمسيح، وهو ما قامت به بعض التيارات من "الحركة الوطنية" بالتوظيف الديني و الإيديولوجي لظهير 16 ماي 1930 لشيطنة الأمازيغ في المغرب ووصفت الظهير -بصورة ماكرة- بأنه محاولة لتمسيح الأمازيغ، وسار على نهجهم بعض الإسلاميين المؤدلجين في عدائهم للحركة الأمازيغية في التسعينات، ومازال بعض المتطرفين منهم يواصلون نفس هذا المسار المتطرف لضرب انجازات الحركة الأمازيغية رغم التطور الكبير الذي شهده المغرب منذ بداية الألفية الثالثة...
 
كخلاصة:
الرمز الثقافي والهوياتي ⵥ هو رمز للهوية الثقافية لشمال افريقيا فلا يجب توظيفه في المسائل الدينية ولا في الإختلافات والصراعات الدينية او توظيفها في المطالبة بالحقوق الدينية،  ف "الدين لله والوطن للجميع"