الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

مكناس.. استياء كبير بسبب بطء أشغال ترميم المسجد الأعظم ومطالب بإعادة فتحه 

مكناس.. استياء كبير بسبب بطء أشغال ترميم المسجد الأعظم ومطالب بإعادة فتحه  البطء الكبير الذي يشوب أشغال عملية ترميم المسجد الأعظم
بعد أن طال انتظار الساكنة والمهنيون والتجار بالمدينة العتيقة لمكناس إثر قرار السلطات بإغلاق المسجد الأعظم الى جانب عدد من المساجد التاريخية والذي طال لأزيد من 12 سنة، وجهت ست تنظيمات للمجتمع المدني بالمدينة العتيقة لمكناس مراسلة إلى عامل مكناس عبد الغني الصبار من أجل المطالبة بفتح المسجد الأعظم بالمدينة العتيقة خلال شهر رمضان المقبل، وهو المسجد الذي يكتسي رمزية وحمولة تاريخية خاصة لدى ساكنة مدينة مكناس، خصوصا خلال شهر رمضان، إذ كان قبل قرار إغلاقه عام 2010، إثر فاجعة انهيار صومعة مسجد باب بردعاين يستقطب المئات من المصلين من أطراف بعيدة بالعاصمة الإسماعيلية من أجل أداء الصلوات الخمس، وكذا صلاة التراويح بعد الإفطار، إذ كان يكتظ المسجد عن آخره خلال شهر رمضان، بل إنه كان قبلة لكل زوار العاصمة الإسماعيلية من أجل الصلاة، علما أن كل زاوية وركن منه يفوح بالأصالة وعبق التاريخ وتراث الأسلاف، بزخرفته الإسلامية التي تجعله أحد أوجه الحضارة المغربية؛ فأي مسجد بمكناس يضاهي المسجد الأعظم الذي يوصل المصلين الى هذه المنابع الثرة والأركان المليئة بالعظمة، لدرجة أن المؤرخ الناصري وصف قصور مكناس ومدارسها ومساجدها وعلى رأسها المسجد الأعظم بأنها " فوق المعهود بحيث تعجز عنه الدول".
أسست قواعده الأولى في نهاية العهد المرابطي (668-869)، ثم قام الموحدون بتوسعته وتزيينه بثريا فخمة صنعت أيام محمد الناصر الموحدي، وأعادوا بناء صومعته بعد أن تهدمت. وفي العهد الوطاسي (910 -956) أنشئ بالمسجد الأعظم مجلس خاص بالقراءة يختمون فيه سلكة القرآن الكريم مرة كل أسبوع . وقد جدد المولى إسماعيل المسجد واستغرقت أعمال التجديد عامين كاملين انتهاء بعام 1107. وفي عام 1112 نصب منبر بجانب محرابه ثم أدخل السلطان سيدي محمد بن عبد الله على المسجد بعض الإصلاحات، وجدد الصومعة عام 1170 على إثر الزلزال الذي ضرب المدينة عام 1756، وبفضل هذه الأعمال كلها فقد أصبح المسجد يغطي مساحة تقارب 2.700 متر مربع . تقوم رحابه على 143 قوسا من الأساطين . ويحوطه أحد عشر بابا منها باب الحفاظ ، وباب الحجر، وباب الخضارين، وباب سماط الشهود ، وباب الجنائز ، وباب الكتب.
ولعل أبرز ما يميز المسجد الأعظم هو خزانته التي تعد من أعرق الخزانات بالمغرب، إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى عهد ملوك الدولة المرينية، وقد كانت الخزانة تزخر في العهد القديم بنفائس الكتب، لكن جلها تعرض للنهب والاختلاس وهذا ما جاء في كتاب " إتحاف أعلام الناس"، حيث يقول " وفي الجهة الغربية  منه (الجامع الكبير) المكتبة العلمية الجامعة لمحاسن الكتب القديمة، لولا اختلاس جل نفائسها ومد اليد العدية في ذخائرها القمينة وإضاعة باقيها من ولاة الأحباس بعدم التعاهد والإصلاح أولا وتعطيل منفعتها بغلق أبوابها عن القراء ثانيا، حتى آل الأمر بسبب ذلك إلى أن صار الكثير مما بقي من كتبها التي يعز أن توجد في غيرها إلى حد لا ينتفع به لتمزقه وتلاشيه ووضعه في محل الكناسة والأزبال " .
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت في وقت سابق عن ترميم عدد من المساجد التاريخية بالمملكة ضمنها مسجد النجارين بغلاف مالي يفوق 5 مليون درهم ومسجد الأردن بمكناس بغلاف يفوق 9 مليون درهم، مشيرة إلى أن أشغال الترميم لاتزال مستمرة في عدد من المساجد التاريخية وضمنها المسجد الأعظم بمكناس بكلفة 16 مليون درهم، بينما يرى عدد من المهتمين بالتراث أنه كان من المفروض إعطاء الأولوية لترميم المسجد اّلأعظم بالنظر لمكانته لدى ساكنة المدينة العتيقة وقيمته التاريخية، ناهيك عن البطء الكبير الذي يشوب أشغال عملية الترميم والتي طالت لسنوات..