الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

الشيخ زروق من التوظيف الأصولي.. إلى منطق السند الشاذلي في التصوف!

الشيخ زروق من التوظيف الأصولي.. إلى منطق السند الشاذلي في التصوف! من اليمين: يوسف احنانة ، محمد الشنتوف، محمد إلياس المراكشي، جعفر ابن الحاج السلمي
نظم المجلس العلمي المحلي بتطوان، يوم الثلاثاء 17 يناير 2023، ندوة في موضوع :"الشيح أحمد زروق وإسهاماته في مجال التصوف"، ترأسها الدكتور محمد الشنتوف، رئيس المجلس العلمي، وتداول على التدخل فيها،على التوالي :
-الدكتو محمد إلياس المراكشي، الأستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل كانت مداخلته حول:"رؤية التصوف في فكر الشيخ أحمد زروق"حيث اعتبر في حيثيات هذا العنوان، أن شخصية الشيخ زروق متعدد الاهتمامات، فهو العالم الموسوعي ليذكر في سياقات ظهوره، بمرحلة الانتقال المريني الوطاسي، وبتراكم الحركة الصوفية، وظهور الزوايا، وشيوع الاحتفال بالمولد النبوي، ووظهور التأثيرات الخارجية من مسيحية ويهودية، وتيارات متطرفة داخلية، وشيوع كثرة الاحتفالات، والانحرافات، فكان لابد من تقعيد التصوف السني الذي مقامه الإحسان، بالقطع مع جملة من الممارسات فكانت نظرته المقاصدية للفقه والتصوف والعقيدة.
- وتوقف الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي، عضو المجلس العلمي عند عنوان: "إطاران لفهم الشيخ أحمد زروق".حيث لفهم ظاهرة محتسب العلماء والصوفية، لابد من  استحضار الإطار السياسي المتمثل في سقوط الأندلس وتراجع سلطة الوطاسيين، فكان مستقر الاعتكاف في رحلته بليبيا، في ثنائية الخلوة/ والجلوة، لتربية الشاذليين وكذلك لا بد من استحضار إطار البديل الصوفي، بالنظر إلى خريطة التصوف في زمن الشيخ زروق، من تيارات التصوف العريفي والفلسفي، والقادري، والبدعي، فطور الشيخ زروق المشروع الشاذلي انطلاقا من الحكم العطائية، وانطلاقا كذاك من ابن عباد مهندس المشروع الشاذلي، فجمع العلماء على الصوفية، والصوفية على العلماء.
- أما الدكتور يوسف احنانة، عضو المجلس العلمي فقد استعرض:"السند الصوفي الشاذلي بين الجزولية والزروقية، وتأصيل الشيخ زروق لمقامات الواصلين من القرآن الكريم "فكان وقوفه  من حقل الكرامات، على ما يمثله المشرب الشاذلي من استقلالية للذات المغربية إزاء التأثير القادري ثم الإشارة لدلالة قوة السند الشاذلي الموصول بالنبي (ص)، لقطع الطريق على أدعياء التصوف في كل زمان ثم الوقوف داخل السند الشاذلي على الجزولية والزروقية، مع إعطاء أمثلة محسوسة لهذه التفريعات من زوايا تطوان، وبالإشارة لثنائية الجلال/والجمال وتمثلاتها السلوكية في تفريعات هذا السند.ليقف أخيرا على تأصيل المقامات الصوفية من القرآن الكريم،أي على تأصيل التصوف ليس فقط على مقام الإحسان، بل أيضا  على الفقه القرآني،للجمع بين الحقيقة والشريعة.
وكان مسك الختام في هذه الندوة، الدعاء الصالح لأمير المؤمنين.
وهكذا نلاحظ مراقي هذه الندوة من العنوان، ثم التمهيد العام بالمداخلة الأولى، ثم باقي تدقيقات المتدخلين، ومساحة المناقشة فيها، في أفق وضع الشيخ زروق ضمن الخريطة الصوفية المغريية.
ولعل محتسب الصوفية بهذا الاحتفاء، سيسمح للإعلام كمحتسب لعمل المؤسسات والحياة العامة، بتسطير هاديات المسترشدين التالية:
فإلى جانب منتوج هذه التعددية في مقاربات هذه الندوة، لا بد من جملة ملاحظات شكلية ،وموضوعية في أفق تجويد وظيفية المؤسسة الدينية:
توقيت الندوة حمل الساعة الحادية عشرة صباحا،وانطلقت بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا. وهذه سابقة لا يمكن أن تندرج ضمن القيمة المضافة للمجلس في عهدته الجديدة. وهذا ما حمل أحد المتدخلين، على أن يذكر ب "مدينة النعاس"، رحلة إلى داخل المغرب، لأنطونيو دي سان مارتين، أواخر القرن التاسع عشر،من منطلق تجاوز هذا الإيحاء السلبي،فيما يستقبل من أنشطة المجلس ،ببرمجة العاشرة صباحا.
كما يظهر أنه حصل ارتباك ما، جعل المنظمين يسهون عن مسك الافتتاح بالقرآن الكريم، كما جرت العادة، وارتباكات أخرى في التسيير.
أما على مستوى المضمون، فهناك ملاحظات جزئية تهم كل عرض على حدة، لا تهم الآن لكن يبقى من المهم  الإشارة، إلى الرؤية الناظمة المفترضة،وفق تحملات مؤسسة وظيفية في التعاطي مع المعرفة الدينية في التأطير الديني وفق الثوابت المذهبية للبلاد.
ولاستيعاب قيمة هذا البعد،لا بد من التذكير بأن الأصولية تعتمد في الاختراق الداخلي للمغرب مثلا، في باب العقائد، على ابن أبي زيد القيرواني وفي باب الفقه، على ابن عبد البر وفي باب التصوف، على الشيخ زروق، محتسب الصوفية.
لذلك وبصرف النظر عن النوايا، فإن عنوان الندوة،كما العرض الأول،يمكن الجنوح بهما في اتجاهات مغايرة.كما أن خلو إعلان الندوة شكلا من عناوين العروض،يترك الباب مشرعا في المضمون، أمام الصدفة والمفاجآت.
وعليه، يفترض في مؤسسات التأطير الديني ضبط الخطاب والتصور جيدا، لخدمة الرؤية الواضحة، وليس وضع المقدمات الممهدات لرافعة أخرى باسم رموز الدولة والثوابت الدينية، فوجب الانتباه وعلى الله قصد السبيل!