الثلاثاء 16 إبريل 2024
فن وثقافة

في كلية الآداب بمرتيل..الأستاذ امبارك بودرقة في بوح الذاكرة!

في كلية الآداب بمرتيل..الأستاذ امبارك بودرقة في بوح الذاكرة! من اليمين: عميد الكلية م الغاشي، والدكتور النشناش في الوسط يسلم درع كلية الآداب لبودرقة ومحمد المرابط
كانت شعبة التاريخ وعمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل ،على موعد مع لقاء علمي  حول "الذاكرة والتاريخ، مستويات التفاعل والتكامل" البارحة،الثلاثاء 27 دجنبر  2022،احتضنت فعاليته، قاعة أستاذنا العميد، محمد الكتاني.

مدار هذا اللقاء في احتفائه وتحليله، كان  هو الأستاذ المناضل والفاعل الحقوقي،  امبارك بودرقة (الشهير بعباس)، من خلال الاحتفاء بحضوره، وكتاباته، كمادة لمسبار التحليل التاريخي، تولته كوكوبة من الأكاديميين من مشارب مختلفة، فتحت بتدخلاتها الوازنة، نوافذ لمزيد تأمل الباحثين.

الجلسة الثالثة، من اليمين: مادون، النشناش، بودرقة، الطاهري
 
ولذلك، وفر هذه اللقاء، بخلفية عنوانه، وبشخصية المحتفى به، النية في الحج إليه، بإحرام روح "الوردة"، تُشم ولا تُفرك. وباعتبار الوظيفية المفترضة لسلطة الجامعة في تهذيب نتوءات محيطها،كما هي في نزوعات  الرهان على النسيان بدون وعي،والرهان كذلك على اختزال الفكر والمعرفة في المقاربة التقنوقراطية الصرفة. وهذه النزوعات بلا شك، هي من آفة السياسة الوقتية عندنا.

بهذا المدى لهذه الإحاطة، وبمنسوب وجدان  الوفاء تجاه رموز نضالنا في التحرير والديموقراطية، كان حضوري هذا اللقاء، وفي تفاعل مع موضوعاته، وهي تفصح عن المراد، في بلاغة أريج اللحظة الناظمة.

الجلسة الأولى - التي عرفت تقديم درع الكلية للأستاذ بودرقة، من طرف الحقوقي الدكتور محمد النشناش - ترأسها الأستاذ مصطفى الغاشي، عميد الكلية، مرحبا، بالحضور وبالمشاركين، مع  الوعي  بنفحة النوستالجيا في بسط مفاعيل هذا اللقاء .

الأستاذ امبارك بودرقة تحدث عن :"تجربتي مع المذكرات من أجل حفظ الذاكرة"، في مستويات الحديث عن تآليف، وطنية محمد باهي في "رسالة باريس"، وتجربة العدالة الانتقالية ،في "كذلك كان"، و"أحاديث في ما جرى" للأستاذ عبد الرحمن اليوسفي،و"بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة" ،في أحداث 3مارس 1973.

المداخلة الثانية، تولاها الأستاذ الطيب بياض: "في الحاجة إلى تأطير الذاكرة "، من خلال منهجية بوح الذاكرة، وهو الذي سهر على حوار/ مخاض هذا الكتاب، مع سي بودرقة .

الجلسة الثانية، ترأسها الأستاذ  عبد الكريم مادون ، استعرض فيها الأستاذ العمراني بوخبزة:"المذكرات السياسية  بين التاريخ وإعادة صياغة الأحداث".واستعرض الأستاذ امحمد جبرون:"المذكرات الوطنية مصدرا للتاريخ:الإمكانات والحدود". فيما تناول الأستاذ سعيد الحاجي:"ذاكرة الفاعل السياسي بين شروط البوح ونسبية الحقيقة".
 
من اليمين: جبرون، الحاجي، مادون، بودرقة، العمراني بوخبزة

الجلسة الثالثة ترأسها الدكتور محمد النشناش. وقد تناول فيها الكلمة، الأستاذ مادون حول: "ذاكرة الصحراء المغربية:محاولة في صياغة تاريخ آخر  للقضية الوطنية عبر رسالة باريس لمحمد باهي".كما تناول الأستاذ عبد العزيز الطاهري:"تقاطعات التجربة والذاكرة والوثيقة في مذكرات "كذلك كان" ".

وقد كان اللقاء، إلى جانب مساءلة المعلومة التاريخية ذات الصلة، مفيدا للباحثين في جوانب الإحاطة بإنتاج الفكر الغربي النظري،  وفروق مفاهيم السيرة والمذكرات والذاكرة والتاريخ، وبنية كتابات الذاكرة وبياضاتها، وأسطرتها، وسياقاتها في مختلف المستويات، بما فيها مستوى التوازنات السياسية، ونضج الانفتاح السياسي. وزوايا إمكانية إعادة قراءتها، في ظل وثائق ومناهج جديدة. وعلاقة المؤرخ بها، للانتقال من الذاكرة الجماعية إلى التاريخ.

عميد الكلية وفي تفاعله مع العروض ومساحة الانشغال في نقاش الحضور؛ من أساتذة ومهتمين ومعتقلين سابقين، وطلبة باحثين، وتفاعل المحاضرين والمحتفى به، مع هذا النقاش العام، وعد بالانتقال بهذا اللقاء العلمي إلى مستوى تنظيم ندوة كبرى في الذاكرة والتاريخ.

كما وعد  المحتفى به من جهته، في غمرة هذا التفاعل، وبمنحنى بوحه، بالكتابة حول المجاهد محمد الفقيه البصري لوضعه في خانة مطلب الاعتبار.

وإذا استحضرنا جانبا من رسائل بوح الأستاذ بودرقة، والمتمثلة في تحديد العنوان الحقيقي للقوى الإصلاحية،في بنية الدولة،بصرف النظر عن شراسة القوى المناهضة للإصلاح، المحيطة بها، فإن وعده بشأن الفقيه البصري،سيكمل القوس في تأثيث معادلة الإصلاح في البلاد.ذلك أن وظيفية "الحقيقة "التاريخية، ستكون  بالتأكيد وبنسبيتها، في خدمة أفق الإصلاح .

وبالفعل، تبقى للمرحوم  الفقيه البصري راهنيته النضالية من خلال وصيته لنا حميعا،وقد خبر "الاختيار الثوري"، بنهج التكامل بين الدولة والمجتمع، أي بالاحتكام إلى "الاختيار الديموقراطي". وكذلك بنصحه عاهل البلاد بنهج أسلوب جده محمد الخامس، في الحكم،المستلهم لمقتضى ثورة الملك والشعب في الشراكة السياسية. وأكيد أن من شأن  هذا، أن يمثل  "العواصم من القواصم" ،في هذا البلد الأمين!.