الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

ماريا أ. تروخيو: دور الملك محمد السادس السياسي دوليا سمح بوجود مكانة لإسبانيا في المغرب

ماريا أ. تروخيو: دور الملك محمد السادس السياسي دوليا سمح بوجود مكانة لإسبانيا في المغرب الملك محمد السادس وماريا أ. تروخيو
تحت عنوان "خطة لتعزيز العلاقات بين إسبانيا والمغرب: من أين يبدأ التاريخ ؟ أين تنتهى إسبانيا؟"، أبرزت ماريا أ. تروخيو، أستاذة القانون الدستوري ووزيرة الاسكان السابقة في حكومة  رودريغيزثاباتيرو، العلاقات المتجذرة بين المغرب وإسبانيا.
وأفادت الخبيرة في جغرافية المغرب من الشمال إلى الجنوب، في مداخلة خلال المؤتمر الدولي الأول للعلاقات المغربية الإسبانية: الحاضر والمستقبل، الذي نظمته جامعة عبد المالك السعدي، والمدرسة العليا للأساتذة، بتطوان يومي 2 و 3 شتنبر 2022، بأنه "لا يمكن أن ننسى أنه منذ وفاة فرانكو حتى التسعينيات تقريبا، تركت إسبانيا فجوة كبيرة لم تكن مفهومة، اشتكي مغاربة فترة الحماية السابقة التخلي عنهم وعزلتهم من قبل كل من إسبانيا والمغرب. هذا، على سبيل المثال، حال الأشخاص ذوي الأصول الإسبانية الذين شعروا بأنهم منسيون"، وزادت قائلة: "اليوم، يمكن أن نقول بشكل قاطع أنه بفضل الشمال اللغة الإسبانية موجودة في المغرب، وهذه حقيقة يجب أن نشكر هذه الجامعة، وأتباعها من الإسبانيين، وجميع أولئك الذين يحافظون اليوم على اللغة الإسبانية كلغة تواصل، وهم كثيرون ومع ذلك، فإن دور الملك محمد السادس في الساحة السياسية الدولية والتقارب الكبير والاتفاقيات الثنائية مع حلفائه التقليديين، بما في ذلك إسبانيا، سمحت لإسبانيا باحتلال مكانة رائدة في المغرب". 
وقالت في هذا الصدد "لقد استجابت حكومة إسبانيا، ولا سيما عندما كانت من فصيل اليسار السياسي، دائما لدعوات المغرب في جميع المجالات (تسوية وضعية المهاجرين، والمغاربة على وجه الخصوص، الذي نفذته حكومة تاباتيرو في عام 2006، مما جعل المغاربة المقيمين في إسبانيا، يشكلون الجالية الثانية بعد أمريكا اللاتينية)، يضاف إلى ذلك إنشاء الشركات الإسبانية في المغرب، ووجود 11 مركزا تعليميا مملوكا للدولة الإسبانية و6 معاهد سرفانتس". 
من جهة ثانية، ونتيجة لذلك الماضي، تضيف:" فإن العلاقات بين البلدين لمثل مجموعة من الأعباء التاريخية، والجروح التي لم تلتئم جيدا، والتي خلفت سلسلة من الندوب السياسية والاجتماعية التي لا ينبغي تجاهلها، ولكن يجب إدارتها، على الرغم من أنها ليست مهمة سهلة، ولكن الخطوة الأولى هي التشخيص الصحيح". 
ويضاف إلى هذه الأعباء التاريخية سوء، تقول أستاذة القانون الدستوري، "التفاهم الدائم بين البلدين والجهل والأحكام المسبقة والجاهزة، يعتقد المغاربة أنهم يعرفون إسبانيا أفضل من الإسبان، بينما في الواقع، يوجد في الجانب الإسباني جهل، وعدم الإلمام بالمغرب، لكن في الجانب المغربي، ثم تثبيت قائمة طويلة من الأحكام الجاهزة المشتركة حول إسبانيا في العقل الباطن الجماعي، وغالبا ما تكون متنافرة، مع واقع الأشياء بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة خطيرة: الخبراء الزائفون، أولئك الذين يعتقدون أنهم يعرفون جارهم أفضل من أي شخص آخر، والذين ينتهي بهم الأمر إلى دمج الأماكن المشتركة العلمية الزائفة التي هي الأسوأ والأكثر صعوبة في التراجع عنها، هذه الأماكن المشتركة غير الحكيمة معظمها، ينتهي بها الأمر إلى أن تصبح عقائد جامدة، يصعب تفكيكها أو توضيحها". 
وزادت أن "هناك أيضا مصالح، متباينة، متضارية، وقليل منها يتطابق، على الرغم من تجاهلها في كثير من الأحيان من جانب طرف أو آخر، الجهل والمعلومات المظللة ونظريات المؤامرة الموجودة لدى الجانبين لها تأثير مضاعف خطير للغاية على الانسجام والتفاهم بين البلدين". 
كما أبرزت أن العبارة الشهيرة "ملزمون بالجغرافيا للتفاهم" هذا في الحقيقة ملخص مشوه للجغرافيا السياسية، والجيواستراتيجي يشترك في هذا المعتقد العديد من المحللين، والقادة السياسيين من جميع الأيديولوجيات، ومع ذلك، هناك أمثلة على أن القرب الجغرافي لايؤدي في حد ذاته إلى التفاهم، ولكن هناك حاجة إلى رغبة حقيقية للتوصل إلى اتفاق من كلا الجانبين". 
وخلصت إلى أن الهجرة غير الشرعية هي عنصر أساسي في الصراع، ولكنها أيضا عنصر تفاهم بين البلدين، يمكن أن تكون أداة ضغط ولكنها أيضا ركيزة أساسية للتفاهم بين المغرب، وإسبانيا، وبقية دول الاتحاد الأوروبي".